علاج جديد يمثل طفرة في علاج الصداع النصفي
في تجارب جديدة وصفت نتائجها بالمذهلة، تمكن الباحثون من اختبار دواء جديد للصداع النصفي (الشقيقة) والذي يمكنه أن يقلل من طول نوبات الصداع النصفي في هؤلاء المرضى.
إرينوماب – Erenumab، وهو عبارة عن أجسام مضادة تم تصنيعها مختبريا، والذي يعمل عن طريق تعطيل مسار عصبي داخل الدماغ يطلق عليه (CGRP) وهو الدواء الوحيد خلال 20 عاما الذي استطاع أن يثبت قدرته في منع نوبات الصداع النصفي.
وقد أظهرت بيانات المرحلة الثالثة التجريبية على ما يقرب من 1000 مريض أن استخدام هذا الدواء الجديد غالبا ما يقلل ما بين ثلاثة وأربعة “أيام من الصداع النصفي” في الشهر، وقد تم نشر هذه النتائج في مجلة نيو انغلاند الطبية (New England Journal of Medicine).
وتم تقسيم المشاركين عشوائيا إلى ثلاث مجموعات لمدة 6 أشهر: تلقت أول مجموعة 70 مجم من دواء إرينوماب مرة واحدة شهريا، بينما تلقت المجموعة الثانية 140 مجم من إرينوماب مرة واحدة شهريا، أما المجموعة الأخيرة (مجموعة التحكم) فقد تلقت علاجا وهميا.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن المجموعة الذين تلقت جرعة 140 مجم من دواء إرينوماب شهدت انخفاضا مقداره 3.7 يوم في عدد أيام الصداع النصفي، في حين أن أولئك الذين تناولوا جرعة 70 مجم شهدوا انخفاضا مقداره 3.2 يوما. وبالمقارنة، فقد شهدت المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي انخفاض مقداره 1.8 يوما فقط على مدى 6 أشهر.
وتتميز حالات الصداع النصفي بصداع نبضي شديد، مع حساسية للضوء والضوضاء، مع حالة من الغثيان، والتقيؤ، وانخفاض الطاقة، واضطرابات بصرية، وتستمر نوبة الصداع النصفي من أربع إلى 72 ساعة.
ويعتقد أنه وفي كل عام يعاني أكثر من 8.5 مليون شخص في المملكة المتحدة من الصداع النصفي، وهو عدد أكبر من عدد المتضررين من الربو والسكري والصرع مجتمعين. وترتبط هذه الحالة بالاكتئاب والتغيب عن العمل والذي من شأنه أن يكلف الاقتصاد البريطاني أكثر من 2 مليار جنيه استرليني سنويا.
وعقب البروفيسور بيتر جوادسبي، من مستشفى كينجز كوليدج في لندن: “تمثل نتائج الدراسة نقلة حقيقية لمرضى الصداع النصفي من كونه يُعالج بواسطة علاجات ذات آلية عمل غير معروفة، إلى علاج مصمم خصيصا للصداع النصفي. كما أنها تمثل خطوة هامة إلى الأمام لفهم الصداع النصفي وعلاجه.”