عقار شائع الاستخدام لعلاج الضغط قد يكون بوابتنا لعلاج السكري
قد يكون الحل الجديد لمنع حدوث “مرض السكري من النوع الأول” في طريقه إلينا! حيث توصل باحثون إلى أن هناك دواءاً مشهورا يستطيع أن يمنع تطور المرض من المنشأ.
إنه (الميثيل دوبا- Methyldopa)، والذي طالما تم إدراجه على قوائم منظمة الصحة العالمية لأكثر من خمسين عاما، كدواء خافض لضغط الدم المرتفع في النساء الحوامل والأطفال.
فبعد إجراء دراسات تحليلية ضخمة على الآلاف من الأدوية، استطاع الفريق البحثي أن يُحدد (الميثيل دوبا) كدواء قادر على تعطيل عمل جزئ DQ8، وهو المستضد الموجود في نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية -والتي تشمل مرض السكري من النوع الأول.
يقول هارون ميشيلز -من جامعة كولورادو أنشوتز الطبية-: “إن هذا هو أول علاج مُوَجه للوقاية من مرض السكري من النوع الأول، هذا تطور هام جدا! “.
واستناداً إلى الدراسات التحليلية التي نشرت نتائجها في مجلة Journal of Clinical Investigation، فقد وجد العلماء أن (الميثيل دوبا) لم يتمكن فقط من منع ارتباط المستضد DQ8 بخلايا البنكرياس في حالات السكري من النوع الأول، إنما أيضاً لم يضر بوظائف خلايا الجهاز المناعي، وهو الأمر الذي غالباً ما يحدث مع الأدوية الأخرى.
لقد استمرت البحوث لفترة 10 سنوات، تم فيها اختبار الدواء في الفئران وفي 20 مريضا يعانون من مرض السكري من النوع الأول من خلال تجربة سريرية استُخدم الدواء عن طريق الفم ثلاث مرات يومياً.
في حين أنه ليس العلاج الكامل، إلا أن الميثيل دوبا يمكنه أن يساعد على تأخير -أو حتى الحد من – مرض السكري من النوع الأول، وهو المرض الذي غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة.
يقول ميشلز: “يمكننا الآن التنبؤ بحدوث مرض السكري من النوع الأول في بعض الأشخاص، وبدقة تصل إلى 100%. إن الهدف مع هذا الدواء هو تأخير أو منع ظهور المرض بين أولئك المعرضين لخطر الإصابة”.
إن معدل التنبؤ قد يصل لنسبة 100% من خلال النظر في مجموعة متنوعة من العلامات الوراثية والبيولوجية -بما في ذلك الأجسام المضادة في الدم-، ويمكن الآن وضع أولئك المعرضين للخطر على مسار العلاج لمنع تطور مرض السكري.
إن السكري من النوع الأول يمثل حوالي 5-10% من إجمالي المصابين بداء السكري، وفيه يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة البنكرياس وإيقاف إنتاج الأنسولين، مما يعيق عملية امتصاص الجلوكوز وإنتاج الطاقة.
أما في داء السكري من النوع الثاني، فإن الجسم لا يستطيع التعامل مع الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس بشكل صحيح.
يقول أحد الباحثين، ديفيد أوستروف من جامعة فلوريدا: “إن هذه الدراسة لها آثار كبيرة على علاج مرض السكري وأمراض المناعة الذاتية الأخرى”.
ويضيف: “إن هذه الدراسة تشير إلى أن نفس النهج يمكن اتباعه لمنع أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والاضطرابات الهضمية، والتصلب المتعدد، والذئبة النظامية الحمراء وغيرها.”