عقار جديد لعلاج فيروس الكبد سي بنسبة نجاح تصل لـ 97%

أكدت نتائج التجارب التي أجريت على التركيبة الدوائية الجديدة منخفضة التكلفة المحتوية على عقار رافيداسفير (Ravidasvir) أنه آمن وفعال في علاج الالتهاب الكبدي الوبائي-سي، محققا معدلات شفاء عالية للغاية بما في ذلك الحالات التي كان من الصعب علاجها.

عقار جديد لعلاج فيروس الكبد سي بنسبة نجاح تصل لـ 97%

وقد تم تقديم تلك النتائج بواسطة مبادرة “مكافحة الأمراض – DNDi”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للكبد في باريس، وهي تُمثل النتائج الأولية لتجارب المرحلتين الثانية والثالثة من مراحل تقييم فعالية وسلامة العقار.

يقول برنار بيكول -المدير التنفيذي لـ DNDi-: “تشير النتائج إلى أن التركيبة الدوائية من عقاري رافيداسفير وسوفوسبوفير (sofosbuvir / ravidasvir) تمثل أفضل علاجات الالتهاب الكبدي-سي المتاحة اليوم، فهي منخفضة التكلفة ويمكن أن توفر خياراً بديلاً في البلدان الفقيرة”.

لقد كانت شركة فاركو المصرية للصناعات الدوائية هي من تولى إجراء تجارب تقييم الدواء، وقد تمت متابعتها ودعمها بواسطة كل من DNDi ووزارة الصحة الماليزية، وذلك في 10 مواقع متفرقة في ماليزيا وتايلاند.

وقد تم الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة لبدء تلك التجارب في 2016 و2017، وقد وضع الجانب الماليزي ميزانية قدرها 300 دولارا أمريكيا كتكلفة علاجية لكل مريض على مدار 12 أسبوعاً كاملاً، وهو ما يساوي نصف تكلفة العلاج المتداول حالياً في ماليزيا لعلاج الالتهاب الكبدي-سي.

يقول الدكتور نور هشام عبد الله -مدير الصحة العامة بوزارة الصحة في ماليزيا-: “بما أن التهاب الكبد الوبائي-سي قد أصبح مصدر قلق للصحة العامة في ماليزيا، فقد كان أمرا هاما بالنسبة لنا أن نتوصل إلى أفضل الخيارات العلاجية التي تواجهه”.

وكانت الحكومة الماليزية قد أصدرت في شهر سبتمبر للعام 2017 التراخيص اللازمة لاستخدام عقار سوفوسبوفير (sofosbuvir)، وهو ما مكن 400,000 شخص ماليزي مصاب بالتهاب الكبد الوبائي-سي من تلقي العلاج في المستشفيات العامة الماليزية.

وقد شملت التجارب 301 مريض مصاب بالفيروس الكبدي بشكل مزمن، حيث تلقوا جميعاً توليفة من عقاري رافيداسفير وسوفوسبوفير (ravidasvir / sofosbuvir) لمدة 12 أسبوعاً في الأشخاص الذين لا يعانون من تليف الكبد، و24 أسبوعاً في الأشخاص المصابين بالتليف الكبدي (وهي الفترات التي حددتها المعايير الدولية لعلاج فيروس-سي).

وقد كانت النتائج مبشرة للغاية، حيث بلغت نسبة الشفاء ما يفوق 97% في المرضى الغير مصابين بتليف الكبد، و96% في أولئك المصابين بالتليف.

كما بلغت نسبة شفاء الأشخاص الذين يجمعون بين فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي-سي وفيروس نقص المناعة البشرية 97%، وذلك باستخدام نفس التركيبة الدوائية؛ ولعل الأمر شديد الأهمية هو أنه قد تم علاج المرضى الذين يجمعون بين العديد من عوامل الخطر، ولم يتم الكشف عن أي إشارات صحية غير متوقعة على الأشخاص الذين تلقوا العلاج

يقول بيير منديهارات -نائب مدير العمليات لمنظمة أطباء بلا حدود- : “هذا أمر مثير للغاية؛ فنحن ننتظر علاجًا قويًا وبسيطًا ومنخفض التكلفة، ويُناسب جميع الحالات المرضية بما في ذلك المرضى الذين يجمعون بين العدوى بفيروسات مختلفة في آن واحد”.

يذكر أن هناك أكثر من 71 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد-سي في جميع أنحاء العالم، وهو المرض الذي يتسبب في 400,000 حالة وفاة سنويا.

وعلى الرغم من وجود علاجات عالية الفعالية لعدد من السنوات، إلا أن عدد من يتلقى العلاج لا يتجاوز الثلاثة ملايين شخص فقط؛ كما أن عدد الإصابات السنوية الجديدة يفوق ذلك الرقم.

وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى توفير العلاج لـ 80% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالالتهاب الكبدي-سي، وذلك بحلول عام 2030.

تقول الدكتورة شيرين حلمي -الرئيس التنفيذي لشركة فاركو-: “نفخر نحن _فاركو_ بتطوير نهج جديد لعلاج التهاب الكبد سي من خلال تقديم علاجات بأسعار معقولة؛ ونحن نتطلع إلى تعاون مستقبلي في تجارب سريرية إضافية للتأكد من سلامة وفعالية عقار رافيداسفير “.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى