احذر/ الإجهاد المزمن يسرع من تطور سرطان القولون والمستقيم

يعد سرطان القولون والمستقيم من المشكلات الصحية الخطيرة. وهو ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا وثاني أكثر الأسباب الرئيسية للوفاة المرتبطة بالسرطان. ومن المتوقع أن يرتفع معدل الإصابة به بشكل كبير في العقد المقبل، بسبب شيخوخة السكان والأنظمة الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني والسمنة. وقد كشفت دراسة جديدة عن العلاقة المعقدة بين الإجهاد والتوتر المزمن، وبين ميكروبات الأمعاء، وسرطان القولون. ما يشير إلى أن استعادة صحة الأمعاء قد تؤدي دورًا هامًا في رعاية مرضى السرطان.

كيف يؤثر الإجهاد المستمر على صحة الأمعاء وتقدم سرطان القولون والمستقيم؟

كيف يؤثر الإجهاد المستمر على صحة الأمعاء وتقدم سرطان القولون والمستقيم
كيف يؤثر الإجهاد المستمر على صحة الأمعاء وتقدم سرطان القولون والمستقيم

كشفت الأبحاث المتطورة عن كيفية تأثير التوتر المزمن على توازن ميكروبات الأمعاء. مما يؤدي إلى تسريع تطور سرطان القولون والمستقيم (CRC). وبالتالي يفتح آفاقًا جديدة للوقاية من هذا النوع من السرطان وعلاجه.

تمكن الباحثون في هذه الدراسة من استنتاج العلاقة بين التوتر وميكروبات الأمعاء في تطور سرطان القولون والمستقيم، وتحديد نوع معين من البكتيريا كهدف علاجي محتمل. ذلك من خلال القضاء على بعض بكتيريا الأمعاء وإحداث التوتر،

حيث وجد أن استعادة البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مثل اللاكتوباسيلوس، يمكن أن يعزز دفاعات الجسم الطبيعية ضد السرطان.

قد يهمك: فعالية طويلة الأمد لعقار ليبريكزوماب في علاج الإكزيما المتوسطة والشديدة

اقرأ أيضًا: إجراء جديد لحماية الرئتين أثناء جراحة القلب

خطوات ونتائج الدراسة

استخدم الباحثون مجموعة من المضادات الحيوية (فانكومايسين، أمبيسلين، نيومايسين، وميترونيدازول) للقضاء على ميكروبات الأمعاء. ثم قاموا بزرع ميكروبات البراز للتحقيق فيما إذا كانت ميكروبات الأمعاء ضرورية للإجهاد المزمن لتسريع تقدم سرطان القولون والمستقيم.

وأظهرت النتائج أن الإجهاد المزمن لا يؤدي فقط إلى زيادة نمو الورم، بل يقلل أيضًا من البكتيريا المعوية المفيدة. خاصة جنس Lactobacillus، التي تعد ضرورية للاستجابة المناعية الصحية ضد السرطان.

تطور سرطان الأمعاء المرتبط بالتوتر يمكن أن يعزى إلى انخفاض البكتيريا المعوية المفيدة. لأن هذا يضعف استجابة الجسم المناعية ضد السرطان. وقد تم استنفاد البكتيريا اللاكتوباسيلوس، التي تتسم بحساسيتها للفانكومايسين والأمبيسلين، في كل من مجموعتي التحكم والتوتر بسبب المضادات الحيوية. ويسلط هذا الاستنفاد الضوء على دورها الحاسم في الحفاظ على صحة الأمعاء وارتباطها المحتمل بتطور سرطان المستقيم والقولون تحت الضغط المزمن.

وللاستكشاف بشكل أكبر كيف يؤثر Lactobacillus على مستويات خلايا CD8 + T.  التي تلعب دورًا حاسمًا في مناعة الجسم المضادة للأورام وتطور السرطان. أضاف الباحثون إلى الفئران مكملات Lactobacillus أثناء الإجهاد المزمن ولاحظوا انخفاض تكوين الورم.

خلال تحليل البراز، وجد أن Lactobacillus plantarum (L. plantarum) ينظم بشكل خاص عملية التمثيل الغذائي للأحماض الصفراوية. ويعزز وظيفة خلايا CD8 + T وهذا يشير إلى الطريقة التي يعمل بها Lactobacillus في تعزيز المناعة المضادة للأورام.

إن الجمع بين الأدوية التقليدية المضادة للأورام ومكملات البكتيريا اللبنية قد يكون استراتيجية علاجية قابلة للتطبيق للمرضى الذين يعانون من colorectal-cancer المرتبط بالإجهاد.

وفي المستقبل، يخطط فريق البحث لجمع عينات البراز والأورام من المرضى لتحليل التغيرات في ميكروبات الأمعاء بين الأفراد الذين يعانون من الإجهاد المزمن ومن لا يعانون منه.

تسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين الإجهاد وميكروبات الأمعاء وسرطان القولون والمستقيم. ما يشير إلى أن الاستراتيجيات التي تهدف إلى استعادة صحة الأمعاء قد تلعب دورًا حاسمًا في رعاية مرضى السرطان، وخاصة بالنسبة للمرضى الذين يواجهون إجهادًا مزمنًا.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى