دراسة: ممارسة الرياضة بشكل منتظم يمكنه أن يحسن من أعراض مرض الذئبة "lupus"

إذا كنت ممن يستيقظون في الصباح و هم يشعرون بآلام المفاصل، و تعاني من تورمها وتيبسها بسبب  إصابتك بالذئبة، فإن كل ذلك لا يُشجع أبدا على بدء اليوم بممارسة أي نوع من الرياضة. ولكن أحدث الأبحاث التي أُجريت على الفئران، والدراسات التجريبية المُشابهة في البشر قد أظهرت كيف يمكن أن تؤدي ممارسة النشاط بشكل منتظم والحد من التوتر،  إلى صحة أفضل على المدى الطويل. و قد تم نشر الدراسة في مجلة Frontiers in Physiology.

دراسة ممارسة الرياضة بشكل منتظم يمكنه أن يحسن من أعراض مرض الذئبة lupus

ففي نموذج من فئران التجارب المصابة بالذئبة، وجد باحثون من جامعة ولاية أوهايو أن ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة(مثل 45 دقيقة من المشي على مشاية كهربائية يوميا) قد خفضت بشكل كبير من خطر التهابات الكلى لدى تلك الفئران. وفي نفس الوقت فإن 88% من الفئران التي لا تمارس نشاطا رياضيا أصابها اضرارا جسيمة جراء المرض، بينما كانت النسبة حوالي 45% فقط في الفئران التي مارست نشاطا رياضيا.

ويعتقد الباحثون أنهم يعرفون السبب وراء انخفاض العديد من المؤشرات الحيوية المسببة للالتهابات في مجموعة الفئران التي مارست نشاطا بدنيا.

و في خطوة أبعد من ذلك، أراد الفريق الطبي أن يرى ما سوف يحدث لتلك المؤشرات الحيوية نفسها في الفئران المصابة بالذئبة عند تعريضها لمجموعة من الاضطرابات النفسية المتكررة، وذلك لخلق حالة من التوتر النفسي على وجه الخصوص في تلك الفئران، حيث تم وضعها في لقاءات يومية مع فئران مُعادية لها و تفوقها في البنية الجسمانية.

وقد كانت النتائج عكس التجربة الأولى تماما، حيث ارتفع معدل حدوث الالتهابات لديهم، مما تسبب في أضرار كبيرة في الكلى لدى تلك الفئران.

يقول الباحث نيكولاس يونغ – كبير الدراسة والباحث في أمراض الروماتيزم وعلم المناعة في مركز ويكسنر الطبي في ولاية أوهايو- : “إذا حصلنا على نتائج مماثلة في التجارب البشرية،  فإن هذا يعني أن الحد من التوتر الواقع على الإنسان و أيضا الاستعانة نظام يومي من العلاج الطبيعي ينبغي أن يتم وضعهم في الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات العلاجية لمرض الذئبة، و ذلك جنبا إلى جنب مع العلاج الطبي الحالي” .

و أضاف يونغ: “ربما كنا قد بدأنا في السابق في وصف طريقة فعالة للحد من الالتهابات، ومساعدة المرضى المصابين بالذئبة بدون اللجوء إلى العلاج بالعقاقير التقليدية. ولقد أيدت الدراسات السابقة فكرة أن النشاط البدني ذو فائدة جيدة لمرضى الذئبة، ولكن الأدلة العلمية البحتة تفسر لماذا كان أداؤه صعبا لدى المرضى . و لكننا بسبب ذلك لم نكن نؤكد بقوة على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بصفة يومية، أو السيطرة على الضغوط و والتوتر في مرضى الذئبة، وذلك لأن أدوارهم في السيطرة على الالتهابات لم تكن مفهومة بشكل جيد”

“إن ما تسمعه كثيرا من المرضى عن أنهم لا يستطيعون النهوض من الفراش في الصباح، ولا يشعرون برغبة في ممارسة الرياضة هو واحدة من أكبر العقبات التي تواجهنا في إقناعهم بأن زيادة النشاط و الحركة سوف يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل. قد لا يبدو هذا بديهيا و لكنه في الواقع ذو أثر بالغ الأهمية”.

و لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر أم لا، قام فريق بحث يونغ بالتعامل مع مجموعة صغيرة من مرضى الذئبة في برنامج تاي تشي اليومي، من أجل إجراء دراسة تجريبية صغيرة عليهم.
وتم التركيز خلال تلك الدراسة على كل من ممارسة الرياضة بشكل معتدل والحد من التوتر.
و قد أظهرت النتائج الأولية انخفاضا كبيرا في بعض المؤشرات الحيوية الالتهابية التي تم تحديدها مسبقا في فئران التجارب، كما قدمت لنا أيضا أدلة كافية تدعم حصول الباحثين على تمويل كافي لتجربة بشرية أكبر.

وقد نشرت النتائج الأولية لبرنامج تاي تشي في الملحق التجريدي للمؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية ضد الروماتيزم، وسوف يتم تقديمها في الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم في شهر نوفمبر.

يقول يونغ: “لقد أظهرنا على المستوى الجزيئي أن كل من التمرين والتوتر النفسي يمكنهما التأثير على الالتهابات من خلال التحكم في الجهاز المناعي، و هو ما قد يوفر فرصة فريدة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب المزمن المرتبط بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة”.

“إذا وجدنا فوائد ثابتة في مجموعة كبيرة من الناس المصابين بالذئبة و تمكننا من توحيد نظام علاجي معين، فإنه يمكن أن نتصور تقريبا ظهور استراتيجية تتضمن ممارسة الرياضة والحد من التوتر”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى