دراسة: جودة الحيوانات المنوية تتأثر بشدة بالنظام الغذائي في غضون أيام قليلة!

وجدت دراسة حديثة بقيادة باحثو جامعة لينشوبينج-السويد أن الحيوانات المنوية تتأثر بشدة بالنظام الغذائي فيما يتعلق بجودتها حركتها.

وأشار الباحثون إلى أن تلك التغيرات المرتبطة بالتغذية تحدث في غضون أيام قليلة، حوالي 1-2 أسبوعًا في المتوسط.

الحيوانات المنوية تتأثر بشدة بالنظام الغذائي
دراسة: جودة الحيوانات المنوية تتأثر بشدة بالنظام الغذائي في غضون أيام قليلة!

وتوفر هذه الدراسة_التي نشرت في مجلة PLOS Biology_نظرة جديدة لفهم طبيعة الحيوانات المنوية، وهو ما قد يُساهم على المدى الطويل في علاج الكثير من المشاكل المرتبطة بها.

تقول أنيتا أوست_المحاضرة في مجال التغذية العلاجية-جامعة ليتشوبينج: “لقد تأكدنا من وجود علاقة قوية بين النمط الغذائي وكفاءة الحيوانات المنوية”.

“إن الغذاء لا يؤثر فقط على تكوين وحركة الحيوانات المنوية؛ وإنما يتحكم في شكل بعض جزيئات الحمض النووي الريبي (RNA) بداخلها”.

وتضيف أوست: “المثير في الأمر هو أن تلك التغيرات تحدث في غضون أسبوع أو أسبوعين فقط من اعتماد نظام غذائي غني بالسكر؛ حيث وجدنا أن السكر يٌساعد بشدة في زيادة حركة الحيوانات المنوية بشكل ملحوظ”.

يُذكر أن جودة الحيوانات المنوية تتأثر بالعديد من العوامل البيئية ونمط الحياة؛ كما تتأثر سلبًا بالسمنة والسكري من النوع الثاني.

لقد اهتم البحث الحالي بدراسة شكل العلاقة بين الغذاء والخواص الفيزيائية للسائل المنوي ككل، وللحيوانات المنوية بشكل خاص.

حيث درس الباحثون التتابعات الجينية للحمض النووي الخاص بالحيوانات المنوية، وأشكال البروتينات الناتجة عند التعبير عن هذه الجينات.

وقد ركزوا على معرفة تأثير الطعام الغني بالسكر على جودة وحركة الحيوانات المنوية، وهل يؤثر السكر على قطع الحمض النووي بداخلها أم لا.

شملت التجارب 15 شابًا متوسطي العمر يتمتعون بصحة جيدة ومن غير المدخنين، وتم تقديم الطعام لهم بصفة يومية لمدة أسبوعين متتالين.

خضعت الوجبات لجميع التوصيات المتعلقة بالطعام الصحي مع وجود استثناء واحد فقط؛ وهو أنه خلال الأسبوع الثاني تم إضافة كمية كبيرة من السكر لهؤلاء الشباب يوميًا (فيما يُعادل 3.5 لتر من المشروبات الغازية أو 450 جرامًا من الحلويات).

وقد تم إجراء تحاليل فحص السائل المنوي لهؤلاء الشباب مرتين؛ بعد الأسبوع الأول (التغذية المتوازنة) وبعد الأسبوع الثاني (التغذية المتوازنة + كمية كبيرة من السكر).

وقد فوجئ الباحثون بأن حركة الحيوانات المنوية لجميع الشباب المشاركين بالدراسة قد أصبحت طبيعية ومثالية؛ علمًا بأن ثلثهم كان يُعاني من انخفاض سرعة الحيوانات المنوية قبل البدء في الدراسة.

ويُعد مستوى حركة الحيوانات المنوي أحد أهم المؤشرات المؤثرة على جودة السائل المنوي أو قدرته التخصيبية.

فالسائل المنوي ذو مؤشر الحركة المنخفض يٌعد منخفض الخصوبة، وقد يكون أحد أسباب تأخر الإنجاب عند الرجال.

تقول أوست: “تشير دراستنا إلى أن حركة الحيوانات المنوية يمكن أن تتغير في فترة قصيرة، ويبدو أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنظام الغذائي”.

“ولكننا لا نستطيع الجزم بأن السكر هو الذي أحدث تلك التغيرات الهائلة، فربما ساهم النظام الغذائي المتوازن أيضًا في حدوثها”.

وقد لاحظ الباحثون أيضًا أن جزيئات الحمض النووي الريبي المسؤولة عن حركة الحيوانات المنوية قد تغيرت بعد انقضاء الأسبوعين.

يُذكر أن بعض الدراسات السابقة قد تناولت تأثير النظام الغذائي الغني بالسكر على الحيوانات المنوية في ذبابة الفاكهة والفئران.

وقد كانت النتائج إيجابية، مما يعني أن ذلك النوع من التغذية يرتبط بزيادة القدرة الحركية للحيوانات المنوية.

ويسعي الباحثون لمواصلة تجاربهم، وذلك من اجل الاستفادة من هذه النتائج في مجال الخصوبة والصحة الإنجابية للرجال.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى