دراسة: بكتيريا الحليب قد تسبب التهاب المفاصل الروماتويدي
كشفت دراسة جديدة قام بها الباحثون بجامعة فلوريدا المركزية عن وجود سلالة بكتيرية متواجدة في ألبان ولحوم الأبقار لديها القدرة على إحداث مرض التهاب المفاصل الروماتويدي في الأشخاص المعرضين وراثياً لتطوره لديهم.
فقد اكتشف الفريق البحثي بكلية الطب بجامعة فلوريدا وجود رابطة ما بين تطور التهاب المفاصل الروماتويدي والسلالة البكتيرية من نوع المتفطرة الطيرية (Mycobacterium avium) أو (MAP) المتواجدة في حوالي نصف مجموع الأبقار في الولايات المتحدة الأمريكية. وتستطيع تلك البكتيريا أن تنتقل من الأبقار إلى الإنسان عن طريق استهلاك الألبان أو اللحوم الملوثة، أو المحاصيل الزراعية المخصبة بالأسمدة العضوية المحتوية على فضلات البقر.
تم نشر تلك الدراسة في مجلة الأحياء الدقيقة والعدوى الميكروبيولوجية، تحت قيادة كل من دكتور صالح ناصر -أخصائي الأمراض المُعدية-، ودكتورة شازيا بيج -أخصائي أمراض الروماتيزم-، ودكتور روبرت شارب -المرشح لنيل الدكتوراه في العلوم الطبية الحيوية-.
كان ناصر قد اكتشف في وقت سابق وجود صلة ما بكتريا اللبن (المتفطرة الطيرية) ومرض كرون الذي يصيب القناة الهضمية، كما قد شارك في التجربة السريرية التي شملت علاج المرضى المصابين بمرض كرون باستخدام المضادات الحيوية.
ويشترك كل من مرض كرون والتهاب المفاصل الروماتويدي سوياً في نفس الاستعداد الوراثي للإصابة بهما، كما أن كليهما غالباً ما يُعالج باستخدام نفس أنواع العقاقير المثبطة للمناعة. إن وجود هذه التشابهات قد دعم من فكرة وجود صلة قوية بين المتفطرة الطيرية والتهاب المفاصل الروماتويدي.
يقول ناصر: “نحن لدينا اثنين من الأمراض الالتهابية، واحد منهم يؤثر على الأمعاء والآخر يؤثر على المفاصل، وكلاهما يشتركان في نفس العيب الوراثي ويُعالجون باستخدام نفس الأدوية، فهل يشترك كلاهما في نفس العامل المؤدي لظهورهما أيضاً؟ لقد كان هذا السؤال هو المُحرك الرئيسي لنا في الدراسة”.
لقد قامت بيج بالحصول على عينات سريرية في تلك الدراسة بمساعدة 100 من مرضاها المتطوعين بهدف اختبارها معملياً، ووجدت أن نسبة 78%من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي لديهم طفرة وراثية في الجين PTPN2/22، وهي نفس الطفرة الجينية المتواجدة لدى مرضى كرون.
كما وجدت بيج أيضاً أن نسبة 40% من مرضى التهاب المفاصل كانت عيناتهم إيجابية فيما يخص احتوائها على المتفطرة الطيرية.
يقول ناصر: “نحن نعتقد أن الأفراد حاملي لتلك الطفرات الجينية الذين يتعرضون في وقت لاحق لـلبكتريا (المتفطرة الطيرية) من خلال استهلاك الحليب الملوث أو لحوم الماشية المصابة، هم في خطر أكبر للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي أكثر من غيرهم”.
ويوجد حوالي 1.3 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية يقوم فيه الجهاز المناعي بمهاجمة المفاصل والعضلات والعظام، ويُعاني المرضى من الألم والتشوهات في اليدين والقدمين غالباً. ويمكن أن يحدث المرض في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعاً بين 40 و 60 سنة، كما أن نسبة انتشاره في النساء تبلغ ثلاثة أضعاف نسبته بين الرجال.
يقول ناصر: “إن فهم الدور الذي تلعبه البكتريا (المتفطرة الطيرية) في التهاب المفاصل الروماتويدي يعني أن هذا المرض يمكن أن يُعامل بشكل أكثر فعالية، وهو ما قد يؤدي بنا في نهاية المطاف إلى إيجاد العلاج المشترك لاستهداف كل من الالتهابات والعدوى البكتيرية”.