دراسة: المواد الكيمائية لفرد الشعر وصباغته تزيد من خطر سرطان الثدي
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن النساء الأمريكيات من أصل أفريقي وكذلك النساء البيض اللواتي يستخدمن المواد الكيميائية بانتظام لفرد شعرهن أو صباغته باللون البني الداكن أو الأسود لديهن خطر مرتفع للإصابة بسرطان الثدي. وقد نشر البحث في مجلة Carcinogenesis.
تقول الباحثة تامارا جيمس تود، أستاذ في جامعة هارفارد، كلية تشان للصحة العامة في بوسطن “إنني قلقة بشأن صبغات الشعر الداكنة وكذلك مواد فرد الشعر، وعلينا أن نفكر حقا في استخدام هذه الأشياء في حدود الاعتدال، بل ومن الأفضل أن نتجه للمواد الطبيعية”.
وقالت في مقابلة هاتفية “ليس بالضرورة أن وجود منتج ما في السوق، يعني انه بالأمان الكافي لاستخدامه.”
وقد كانت الدراسة التي شملت 4285 امرأة أمريكية من أصل أفريقي وكذلك من النساء البيض هي الأولى من نوعها التي تكشف عن زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء السود اللواتي استخدمن صبغات شعر داكنة، وكذلك في النساء البيض اللواتي استخدمن المواد الكيميائية لفرد الشعر.
وأشارت الدراسة إلى أن سرطان الثدي في النساء السود اللاتي أبلغن عن استخدام صبغات الشعر الداكنة كان يزيد بنسبة 51 في المائة مقارنة بالنساء السود اللواتي لم يفعلن ذلك، في حين أن النساء البيض اللواتي أبلغن عن استخدام المواد الكيميائية لفرد الشعر زاد خطر الإصابة بسرطان الثدي لديهن بنسبة 74 في المائة. وقد كان خطر الإصابة بسرطان الثدي أعلى بمعدل للضعف بالنسبة للنساء البيض اللواتي يستخدمن صبغات الشعر الداكنة وكذلك المواد الكيميائية التي تفرد الشعر مقارنة بالنساء البيض اللواتي لم يستعملنها.
وقد فاجأت العلاقة بين المواد التي تستخدم لفرد الشعر وسرطان الثدي في النساء البيض المؤلفة الرئيسية أدنة لانوس، وهي عالم الأوبئة في كلية روتجرز للصحة العامة في بيسكاتاواي، نيو جيرسي، وقد قالت في مقابلة هاتفية “لقد سألني الكثير من الناس عما إذا كنت أنصح النساء بعدم صبغ شعرهن أو عدم استخدام المواد التي تفرد الشعر، أنا لا أقول ذلك. ما أعتقد أنه مهم حقا هو أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر وعيا بطبيعة المنتجات التي نستخدمها “.
وقد شملت الدراسة نساء بالغات من نيويورك ونيو جيرسي_تم إجراء المسح من عام 2002 حتى عام 2008_ تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، بالإضافة إلى نساء من نفس السن والعرق ولكن بدون تاريخ مرضي للسرطان.
وقد تم إجراء استبيان من قبل فريق البحث وسؤال المشاركات عما إذا كن قد استخدمن صبغة شعر مرتين على الأقل في السنة لمدة سنة على الأقل. وسئلوا أيضا عما إذا كانوا قد استخدموا أية مواد كيميائية لفرد شعورهن لمدة سنة على الأقل.
وقد وجد أن الغالبية العظمى – 88 في المئة – من السود قد استخدمن المواد الكيميائية لفرد شعرهم، مقابل 5 في المئة فقط من البيض، وبالنسبة لصبغات الشعر الداكنة، فقد انقلبت الأرقام، وعلى الرغم من أن الاختلافات لم تكن دراماتيكية. ذكر 58 في المئة من البيض أنهن استخدمن صبغات الشعر الداكنة بانتظام في مقابل 30 في المئة من السود.
وأظهرت النتائج الأكثر إثارة للاهتمام زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي في أقلية النساء السود اللاتي استخدمن صبغات الشعر الداكنة، والنساء البيض اللاتي استخدمن المواد الكيميائية لفرد الشعر.
وليس هناك سبب للاعتقاد بأن المواد الكيميائية لفرد الشعر وصبغات الشعر من شأنها أن تزيد من خطر سرطان الثدي في بعض النساء من عرق معين دون الآخر، ويعتقد فريق البحث أن العلاقة لا تنبع من علم الوراثة بل من الأعراف الثقافية.
ويمكن أيضا أن تُعزى إلى المنتجات نفسها، والنساء من مختلف الثقافات قد تستخدم مختلف الصبغات ومواد فرد الشعر . ولكن الدراسة لم تطلب من النساء تحديد نوعية المنتجات التي استخدمنها.
يذكر أن دراسات سابقة قد أظهرت أن المستخدمات للأصباغ الداكنة على المدى الطويل قد ارتفع لديهن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية القاتل وكذلك سرطان النخاع المتعدد بمعدل أربعة أضعاف، كما ربطت البحوث السابقة أيضا استخدام أصباغ الشعر الداكنة مع زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة.