كيف يؤثر جين السمنة على الدماغ؟
السمنة حالة معقدة، ناجمة عن مجموعة من العوامل الوراثية، والعادات الغذائية، والسلوك، وعوامل أخرى. على مدى آلاف السنين، كان الحصول على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة والنمو أمرًا صعبًا. لكن الآن أصبح الحصول على الغذاء أمرًا سهلًا لذلك فقد ازادت حالات السمنة في معظم أنحاء العالم. في الدراسة التالية يوضح الباحثون تأثير جين SH2B1 _الذي أطلقوا عليه جين السمنة_ على الدماغ.
كيف يؤثر جين السمنة على الدماغ؟
لقد ثبت أن الجين المسمى SH2B1 يلعب دورًا مهمًا في تنظيم تناول الطعام. ترتبط طفرات SH2B1 في البشر بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني ومرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، والمعروف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
يتحكم هذا الجين في التغذية واستهلاك الطاقة. وتنشأ السمنة نتيجة لمحورين متعارضين، هما:
الأول: تناول الكثير من الطعام، وبالتالي زيادة كمية الدهون في الجسم.
الثاني: استهلاك القليل من الطاقة وبالتالي تراكم الدهون في الجسم.
تناول كمية كبيرة من الطعام، يزيد من كمية الدهون في الجسم. وفي الوقت نفسه استهلاك كمية قليلة من الطاقة يؤدي إلى تراكم الدهون.
وقد حددت دراسة حديثة مكان عمل هذا الجين داخل الدماغ، وهي منطقة تسمى المهاد البطيني، أو PVH، والتي تشارك في تنظيم ضغط الدم وتوازن السوائل. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Advanced Science.
قد يهمك: مفاهيم خاطئة حول تأثير النظام الغذائي في منع حصوات الكلى
اقرأ أيضًا: منظمة الصحة العالمية تصنف بودرة التلك ضمن المسببات المحتملة للسرطان
نتائج الدراسة
اكتشف الفريق أن الخلايا العصبية التي تعبر عن جين SH2B1 تنشئ دائرة، وتتواصل مع الخلايا العصبية الموجودة في منطقة تعرف باسم النواة الظهرية، وتقع في جذع الدماغ. تشارك هذه المنطقة في توازن الطاقة والحفاظ على وزن الجسم والسلوك المحفز بالعاطفة.
يؤدي تحفيز هذه الدائرة إلى قمع الشهية لدى الفئران. وعلى العكس من ذلك، تثبيط نشاط الخلايا العصبية التي تعبر عن SH2B1 في PVH يؤدي إلى السمنة.
كما اكتشف الفريق الآلية الجزيئية وراء دور جين SH2B1 في الحفاظ على الوزن، جزئيًا عن طريق تعزيز إشارات BDNF/TrkB، التي تعمل أثناء التطور على تعزيز نمو الدماغ، وفي الدماغ الناضج، تحافظ على صحة الدماغ. عندما تسوء هذه الإشارات، تتطور السمنة والأمراض الأيضية.
ويعتقد الباحثون أيضًا أن الالتهاب المرتبط بزيادة الوزن يمكن أن يؤثر سلبًا على هذا المسار بطريقة غير مباشرة، ما يضعف الإشارات التي تدعونا للتوقف عن الأكل.
صرح الباحثون من خلال هذه الدراسة بأهمية جين السمنة فإنه لا يعزز إشارات الخلايا فحسب. بل يعزز أيضًا هرموني اللبتين والأنسولين، اللذين يساعدان في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي.
وعلاوة على ذلك، لم يتم التعرف حتى الآن على أي آثار جانبية لتعزيز(Obesity gene (SH2B، على عكس الأدوية الشائعة حاليًا، مثل: Ozempic أو Mounjaro، التي تعمل على تنشيط مستقبلات glp-1.
إذا تمكنا من إيجاد طريقة لتعزيز نشاط جين السمنة، فإن هذا يوفر أملًا كبيرًا لعلاج السمنة والأمراض المرتبطة بها.