تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يرفع من معدل السمنة

تقول دراسة جديدة أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يكون أكثر خطورة مما نعتقد. فبالمقارنة مع تناول الطعام في وقت باكر من اليوم، فإن التأخر في تناول الطعام لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة الوزن ورفع مستوى الأنسولين والكولسترول في الجسم ، كما تؤثر سلبا على التمثيل الغذائي للدهون، وتؤثر أيضا على المؤشرات الهرمونية المرتبطة بأمراض القلب والسكري وغيرها من المشاكل الصحية،  وذلك وفقا لنتائج الباحثين في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا.

تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يرفع من معدل السمنة

وتقدم هذه الدراسة أول دليل تجريبي على العواقب الأيضية للتأخير المستمر في تناول الطعام بالمقارنة مع تناول الطعام أثناء النهار، وقد عرض هذه النتائج في المؤتمر الخاص بالنوم SLEEP 2017 .

يقول نامني جول، أستاذ مشارك في الطب النفسي والمؤلف الرئيسي للدراسة : “نحن نعرف من دراسات فقدان النوم أنه عندما يكون الفرد محروما من النوم، فإن ذلك يؤثر سلبا على وزنه ومعدل التمثيل الغذائي لديه بسبب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، ولكن الآن في دراستنا الحالية والتي تحكمنا فيها بتوقيت النوم ، تعطي لنا صورة أكثر شمولا عن فوائد تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم “وتابع:  “إن تناول الطعام في وقت متأخر يمكن أن يسبب مشاكل بالنسبة للوزن والطاقة والمؤشرات الهرمونية – مثل ارتفاع الجلوكوز والأنسولين، التي تتورط في مرض السكري، والكوليسترول والدهون الثلاثية، التي ترتبط مع مشاكل القلب والأوعية الدموية والمشاكل الصحية الأخرى.”

وخلال الدراسة، خضع تسعة بالغون ذوو وزن صحي لتجربتين: الأولى الأكل أثناء النهار (أي ثلاث وجبات أساسية ووجبتين خفيفتين بين 8 صباحا و 7 مساء) لمدة ثمانية أسابيع ، والثانية التأخر تناول الطعام (أي ثلاث وجبات ووجبتين خفيفتين من الأكل إلى الساعة 11 مساء) لمدة ثمانية أسابيع. وكانت هناك فترة راحة لمدة أسبوعين بين التجربتين للتأكد من عدم وجود تأثير من إحداهما على الآخر. وظلت فترة النوم ثابتة، بين الساعة الحادية عشرة مساء إلى الساعة التاسعة صباحا.

وقد زار المشاركون مركز بن للعلوم الإنسانية البشرية للخضوع لقياسات لمستويات التمثيل الغذائي وتم سحب عينة من الدم في قبل بداية التجربة الأولى ، ثم بعد التجربة الأولى وبعد فترة التوقف لمدة أسبوعين ثم بعد التجربة الثانية مما سمح للفريق بقياس التغيرات في الوزن، والتمثيل الغذائي والطاقة المستخدمة خلال كل فترة.

ووجد الفريق أنه عندما تناول المشاركون وجباتهم في وقت متأخر، بالمقارنة مع تناوله باكرا ، قد أدى إلى زيادة الوزن. كما ارتفعت نسبة الحاصل التنفسي، أي ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها الجسم مقارنة بالأكسجين المستهلك من قبل الجسم ،مما يدل على أن تناول الطعام في وقت متأخر أدى إلى استخدام الجسم لكمية صغيرة من الدهون وكمية أكبر من الكربوهيدرات. ووجد الباحثون أيضا أن هناك مجموعة سلبية أخرى من علامات التمثيل الغذائي بما في ذلك مستويات الأنسولين، والجلوكوز، والكوليسترول، ومستويات الدهون الثلاثية.

ووجد الباحثون أيضا أن هرمون الغريلين-ghrelin، الذي يحفز الشهية، بلغ ذروته في وقت مبكر من النهار، في حين أن اللبتين- leptin، هرمون الشبع، بلغ ذروته في وقت متأخر، مما يشير إلى أن المشاركين تلقوا إشارات جسدية تحث على تناول الطعام في وقت مبكر ، وتناول الطعام في وقت مبكر من المرجح ساعدهم على البقاء في حالة من الشبع لفترة أطول. وهذا يشير إلى أن تناول الطعام في وقت مبكر قد يساعد على منع الإفراط في تناول الطعام في المساء وفي الليل.

وعقب كيلي أليسون، وهو أستاذ مشارك في علم النفس ومدير المركز: “في حين أن تغيير نمط الحياة ليس سهلا أبدا، فإن هذه النتائج تشير إلى أن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم قد يكون مجديا للمساعدة في منع هذه الآثار الصحية المزمنة الضارة للوزن واضطرابات الأكل، وتابع: “لدينا معرفة واسعة عن تأثير الإفراط في تناول الطعام وتأثيره على الصحة ووزن الجسم، ولكن الآن لدينا فهم أفضل لكيفية تعامل الجسم مع الأطعمة في أوقات مختلفة من اليوم على مدى فترة طويلة من الزمن”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى