باحثون يتوصلون إلى أسباب عودة أعراض الصدفية بعد علاجها
قام المحققون في جامعة روكفلر ببحث جديد ساعد في التوصل إلى إجابة سؤال قد طال طرحه من قبل عن سبب معاودة آثار الصدفية في الظهور مرة أخرى في نفس مواقع الإصابة الأولى بعد اختفائها بِفِعل العلاج، بعد توقف المريض عن استخدام الستيرويدات الموضعية.
و قد توصل العلماء سابقا إلى أن الخلايا المناعية التائية T cells، قد تكون مسئولة بشكل ما عن عملية ظهور الصدفية، لأنه عندما تنشط الصدفية، فإن الإصابات الجلدية المُمَيزة لها تكون مغمورة بخلايا متنوعة من الخلايا التائية .
ولكن راشيل كلارك – الحاصلة على الدكتوراه في الطب، من قسم الأمراض الجلدية وزملاءها قد اتبعوا نهجا جديدا، فبدلا من أن يقوموا بدراسة الإصابات الجلدية خلال ذروة نشاط الصدفية، قاموا بدراستها بعد إتمام العلاج، و تمكنوا من تحديد وجود مستقبلات للخلايا المناعية التائية (T cells) في مواقع الإصابات قبل العلاج.
وقد كانت تلك المستقلات الخلوية سِمة مشتركة بين جميع المرضى المصابين بالصدفية، ولكن لم يتم العثور عليها في الأفراد الأصحاء أو أولئك الذين يعانون من الأمراض الجلدية الأخرى. و قد تم نشر النتائج التي توصل إليها الفريق الطبي في مجلة التحقيقات السريرية – Clinical Investigation.
تقول كلارك: “عندما يتم علاج الصدفية فإن مجموعات من الخلايا التائية التي غمرت موقع الإصابة أثناء حدوث الالتهاب تتراجع فيما يُشبه حركة المد و الجزر، تاركين وراءهم بعضاً من الخلايا التي تبقى ولا تغادر منطقة الإصابة”.
تلك المجموعة من الخلايا التائية التي تبقى داخل أنسجة الجلد هي من فئة خلايا الذاكرة، والتي تعيش على المدى الطويل في الجلد.
وتكمن وظيفة تلك الخلايا عندما تعمل بشكل صحيح في مواجهة العدوى بشكل فعال.
ولكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الصدفية فقد تكون هذه الخلايا مصدرا للاستجابة المناعية الخاطئة التي تؤدي إلى بقع حمراء ملتهبة على سطح الجلد.
ولدراسة هذه الخلايا التائية، قام الباحثون بأخذ عينات من الجلد في مواقع الإصابات النشطة قبل العلاج، و عينات أخرى من مناطق الجلد نفسها بعد أن تم تطهير تلك الإصابات بعد العلاج. وقد وجد فريق البحث أن أماكن الإصابة التي تم شفاؤها تحتوي على مجموعات من الخلايا التائية والتي تنتج مادة الإنترليوكين-17، و هي مؤشر حيوي من مؤشرات حدوث الالتهاب، وبالإضافة لذلك تحمل تتابع جيني يحمل الكود الخاص بتصنيع مستقبلات خلوية لمستضدات الخلايا التائية، وقد تم تحديد هذه المستقبلات في خلايا مرضى الصدفية فقط، و لم يتم العثور عليها في الأشخاص الأصحاء أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجلد الأخرى مثل التهاب الجلد التأتبي (atopic dermatitis).
ويسلط
هذا العمل الضوء على حقيقة أن معظم العلاجات الخاصة بالصدفية لا يقتل هذه الخلايا التائية المسببة لظهور المرض، ولكن بدلا من ذلك يقوم بالقمع المؤقت لنشاطها.
والآن، وبعد أن اكتشف الباحثون حقيقة وجود الخلايا التائية المقيمة في الأنسجة لفترة طويلة -والتي يبدو أنها السبب وراء تكرار ظهور الصدفية بعد العلاج- يخطط الفريق للبحث عن علاجات جديدة يمكن أن تقضي جذريا على هذه الخلايا المقيمة، مما يحتمل أن يؤدي إلى اختفاء المرض و التخفيف من وطأته لفترة زمنية طويلة.
وعقبت كلارك: “نحن نعتقد أن خلايا الذاكرة التائية هذه هي أصل المشكلة، حيث أن عدد قليل من تلك الخلايا يمكنه أن يسبب الكثير من المتاعب للمريض الذي يعاني من الصدفية، ولكن عند القضاء على تلك الخلايا المتبقية قد يكون هو المفتاح لتخفيف حدة هذا المرض أو منع تكراره