المتزوجون أفضل حظا في النجاة من السكتات الدماغية
تزداد احتمالية وفاة من لم يسبق لهم الزواج، ممن يتعرضون إلى السكتات الدماغية، إلى 71% مقارنة بغيرهم ممن يتمتعون بحياة زوجية مستقرة.
لطالما نوهت الأبحاث العلمية بالفوائد الصحية العديدة للزواج، بدءا من ارتفاع فرص النجاة من الأزمات القلبية، مرورا بتحسن الصحةالنفسية، إلى الزيادة في متوسط الأعمار. والآن، خلصت دراسة في جامعة ديوك إلى أن الزواج يرفع احتمالية نجاة شخص ما من السكتات الدماغية. ولقد تحدثنا مع ماثيو دوبري لمعرفة المزيد.
هلّا شرحت لنا النتائج الرئيسة للدراسة، وأهميتها؟
ماثيو دوبري: لقد وجدنا أن الأشخاص الذين لم يسبق لهم الزواج -قط- تزداد احتمالية وفاتهم بسبب السكتات الدماغية بنسبة 71% مقارنة بمن يتمتعون بزيجة مستقرة. أما المرضى من المطلقين والأرامل فزادت احتمالية وفاتهم إلى 25% فقط. كذلك وجدنا أن البالغين ممن خاضوا أكثر من طلاق أو ترمل طوال مسيرة حياتهم، تزداد احتمالية وفاتهم بسبب السكتات إلى 50%، مقارنة بمن يتمتعون بزيجة مستقرة طويلة الأمد.
لماذا المتزوجون أقل عرضة للوفاة بسبب السكتات الدماغية، مقارنة بمن لم يسبق لهم الزواج، وبالمطلقين والأرامل؟
دوبري: رغم المجموعة الكبيرة من المخاطر المحتملة التي وضعناها في الاعتبار؛ فلقد وجدنا أن عوامل مثل الدخل، والتأمين الصحي، والمزاج الاكتئابي، ومجموعة مختلفة من السلوكيات الصحية، لم تبلغ أي منها درجة المخاطر المترتبة على خسارة زوج سابق. وربما كان للإجهاد الحاد المزمن المرتبط بفقدان شريك الحياة دور في ذلك؛ خاصة بين الأرامل الأكبر سنا. كما نشتبه في أن يكون للزواج غير المستقر أثر سلبي على الالتزام بجرعات الدواء، والانتفاع بالرعاية الصحية، والسلوكيات الأخرى المرتبطة بإدارة المرض؛ مما قد يعيق عملية التعافي. من الواضح أننا في حاجة إلى مزيد من البحث لتحقيق فهم كامل للعوامل المؤثرة على هذا الموضوع.
ما الآثار العملية التي قد تؤدي إليها نتائج دراستك؟
دوبري: تسهم هذه الدراسة مع مجموعة أخرى من الأبحاث التي يزداد حجمها يوما بعد يوم، في الكشف عمّا للعلاقات الاجتماعية من عواقب مباشرة ومزمنة على صحتنا. وبناء على نتائجنا، نقول إن تفهم الناس لما قد تحمله تجاربهم السابقة من آثار على تعافيهم من الأزمات الصحية الخطيرة، مثل السكتات الدماغية، لهو أمر هام. وعلى من سبق لهم الطلاق أو الترمل أكثر من مرة، على وجه الخصوص، أن يتباحثوا مع مقدم الخدمة الطبية حول الطرق الممكنة لتقليل المخاطر، وأن يتخذوا خطوات عملية لتحسين فرصهم في البقاء على قيد الحياة على المدى البعيد.
ما هي الخطوات القادمة لهذا البحث؟
دوبري: هناك حاجة إلى إجراء دراسات أخرى لمعرفة المزيد عن الآليات التي تحكم هذه العلاقة التي توصلنا إليها، ولتحديد كيفية استخدام هذه المعلومات لتقديم الخدمة العلاجية الضرورية لشرائح المجتمع المهددة.
هل تود إضافة أي شيء آخر؟
دوبري: نحن ندرك أن الخلفية العاطفية ليست بعامل قابل للتعديل، مقارنة بالنظام الغذائي أو التمارين الرياضية؛ إلا أننا نأمل أن تؤدي هذه الدراسة إلى نشر الوعي بخصوص هذه العوامل، وتشجيع مقدمي الخدمات الصحية على تصميم برامج علاجية خاصة للمرضى الذين تزداد احتمالية وفاتهم بسبب السكتات الدماغية.
فعلى سبيل المثال، يمكن تمكين من لم يسبق لهم الزواج قط، أو من يفتقرون إلى زوج، من الاستفادة من الموارد المختلفة لتحسين الدعم الاجتماعي المقدم لهم، فنحن نعلم أن ذلك يشجع على الانتفاع بخدمات إعادة التأهيل، والالتزام بجرعات الدواء، كما يغير السلوكيات غير الصحية. نحن نحتاج إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة الآثار الكاملة لنتائج بحثنا، ولتحديد سبل التدخل الممكنة.
المصدر: ميدان الجزيرة - Journal of the American Heart Association