الغذاء والدواء توافق على أول اختبار من نوعه لتشخيص الارتجاج

سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالتسويق لأول اختبار من نوعه لتقييم إصابات الدماغ الرضية الخفيفة (traumatic brain injury)، والتي عادة ما تعرف باسم الارتجاج لدى البالغين.

الغذاء والدواء توافق على أول اختبار من نوعه لتشخيص الارتجاج

وحاليا يتم فحص معظم المرضى الذين يعانون من إصابات الرأس باستخدام مقياس عصبي، يسمى مقياس الغيبوبة غلاسكو المكون من 15 نقطة، يليه التصوير المقطعي للرأس للكشف عن تلف أنسجة المخ أو أي إصابات أخرى في الدماغ، والتي قد تتطلب العلاج؛ ومع ذلك، فإن غالبية المرضى الذين تم تشخيصهم على أنهم مصابون بإصابات الدماغ الرضية الخفيفة، لا يعانون من أي تلف أو إصابة لأنسجة المخ وذلك  بعد خضوعهم للأشعة المقطعية. وبالتالي فإن استحداث اختبار جديد عن طريق الدم لتشخيص ارتجاج الدماغ سيقلل الحاجة  لإجراء الاشعة المقطعية في المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بإصابات الدماغ الرضية الخفيفة، وبالتالي نحمي المرضي من التعرض للإشعاع، إضافة لتوفير الوقت والجهد والمبالغ المدفوعة لمثل هذه الأشعة .

يقول مفوض هيئة الغذاء والدواء سكوت غوتليب :”إن المساعدة في تقديم تقنيات اختبار مبتكرة توفر نتائج دقيقة وموثوقة لوضع التقييم المناسب والعلاج _هي أولوية لإدارة الغذاء والدواء. وبالموافقة على على هذا الاختبار تؤكد الهيئة سعيها لحماية المرضى من التعرض للأشعة دون وجود حاجة ملحة لاستخدامها في التشخيص”

يقول جيفري شورين مدير مركز إدارة الأجهزة والصحة الاشعاعية في إدارة الغذاء والدواء:” إن وجود اختبار للدم للمساعدة في تقييم الارتجاج هو أداة هامة للأطباء الذين يحتاجون إلى الوصول إلى اختبارات سريعة ودقيقة”.

ويعمل اختبار تشخيص إصابات الدماغية عن طريق قياس مستويات البروتينات، والمعروفة باسم أوبيكيتين كاربوكسي-ترمينال هدرولاس ال 1 (UCH-L1) و الحِمض البروتيني الدِبقي الليفي (GFAP)، التي يتم إطلاقها من الدماغ في الدم خلال 12 ساعة من إصابة الرأس. ويمكن أن تساعد مستويات هذه البروتينات في الدم بعد الإصابات الرضية الخفيفة (الارتجاج) على تميز المرضى الذي يعانون من إصابة لأنسجة الدماغ والتي يمكن تحديدها فيما بعد باستخدام الاشعة المقطعية من أولئك الذين لا يعانون من إصابة لأنسجة الدماغ، ونظرا لسرعة ظهور نتائج الاختبار (في غضون 3 إلى 4 ساعات) فإن هذا الاختبار يعتبر أداة هامة لمساعدة الأطباء في تشخيص المرضى الذين يعانون من إصابات لنسيج الدماغ . وقد وصلت دقة الاختبار حوالي 97.5 % .

ووفقا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ففي عام 2013 كان هناك ما يقرب من 2.8 مليون زيارة لأقسام الطوارئ متعلقة بإصابات الدماغ الرضية في الولايات المتحدة. ومن هذه الحالات، توفي ما يقرب من 000 50 شخص. وتنتج إصابات الدماغ الرضية نتيجة السقوط على الدماغ أو التعرض لضربة مباشرة على الرأس أو نتيجة رصاصة تخترق نسيج الدماغ مما يعطل من قدرة الدماغ على أداء وظيفته، وقد تتراوح شدة هذه الإصابات ما بين خفيفة إلى شديدة، مع نسبة تصل إلى 75 % من هذه الإصابات يتم تشخيصها  سنويا على أنها إصابات دماغ رضية بسيطة (ارتجاج الدماغ)، وتشمل أعراض هذه الإصابات ضعف التفكير أو الذاكرة، والتأثير على الحركة، أو الإحساس أو الأداء العاطفي؛ دون أن يكون هناك أي خلل ظاهر في الأشعة المقطعية لمثل هذه الحالات.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى