جهاز صغير قابل للزرع يستخدم الضوء لعلاج مشاكل المثانة

طور فريق من علماء الأعصاب والمهندسين جهازًا صغيرًا يمكنه زرعه، حيث يستخدم الضوء لعلاج مشاكل المثانة مما يقلل الحاجة لاستخدام الأدوية أو المحفزات الإلكترونية.

الضوء لعلاج مشاكل المثانة
جهاز صغير قابل للزرع يستخدم الضوء لعلاج مشاكل المثانة

ابتكر الفريق البحثي_من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، وجامعة إلينوي في إربانا-شامبين وغيرهم_جهازًا رخوًا يمكن زرعه للكشف عن فرط نشاط المثانة، ومن ثم استخدام الضوء المدمج لإخماد الرغبة في التبول.

وقد أثبت الجهاز كفاءته في الفئران المختبرية وفقًا للبحث الذي نشر في دورية Nature.

وقد يساعد هذا الجهاز يومًا ما الأشخاص الذين يعانون من سلس البول أو يشعرون برغبة في التبول بشكل متكرر.

ويعد فرط نشاط المثانة والألم والإحساس بالحرق والحاجة المتكررة للتبول من مشاكل الجهاز البولي الشائعة والمؤلمة.

ولقرابة الـ30 عامًا، عولج عديد المرضى_الذين يعانون من مشاكل شديدة في المثانة_بالمحفزات التي ترسل تيارًا كهربيًا للعصب المتحكم في المثانة.

وتعمل هذه الغرسات على تحسين سلس البول وفرط نشاط المثانة، ولكنها أيضًا قد تعطل الإشارة الطبيعية لأعصاب الأعضاء الأخرى.

يقول روبرت جيريو_أستاذ التخدير في كلية الطب بجامعة واشنطن، وأحد كبار باحثي الدراسة:”هناك بالتأكيد فائدة لهذا النوع من تحفيز الأعصاب”.

“ولكن هناك أيضًا بعض الآثار الجانبية، والتي تنتج عن تعدي تأثير تلك الأجهزة القديمة على الأعضاء الأخرى.”

استخدام الضوء لعلاج مشاكل المثانة

وقد قام جيرو وزملاؤه بتطوير الجهاز الجديد على أمل منع مثل هذه الآثار الجانبية.

وخلال عملية جراحية بسيطة، يقومون بزرع جهازًا قابلًا للتمدد يشبه الحزام حول المثانة. وخلال امتلاء وتفريغ المثانة، يتمدد الحزام ويتقلص.

كما قام الباحثون أيضًا بحقن بروتينات حساسة للضوء _تدعي الأوبسينات opsins_ داخل مثانة الحيوانات.

ويتم حمل الأوبسينات بواسطة فيروس يرتبط بالخلايا العصبية في المثانة، مما يجعل تلك الخلايا حساسة للإشارات الضوئية.

وقد سمح هذا للباحثين باستخدام علم الجينات الضوئية _optogenetics_بتنشيط هذه الخلايا.

وباستخدام تقنية البلوتوث لإرسال إشارة لجهاز خارجي محمول، يمكن للعلماء قراءة المعلومات في الوقت الحقيقي.

وباستخدام خوارزمية بسيطة، يمكن اكتشاف وقت امتلاء المثانة، ومتى يقوم الحيوان بتفريغ المثانة، ومتى يحدث ذلك بشكل متكرر.

يقول جيرو: “عندما تفرغ المثانة بشكل متكرر، يرسل الجهاز الخارجي إشارة تنشط مؤشرات ضوئية صغيرة على جهاز المثانة، مما يؤثر على الخلايا العصبية الحسية في المثانة، مما يقلل من نشاطها في النهاية مستعيدًا الوظيفة الطبيعة للمثانة”.

ويعتقد الباحثون أن استراتيجية مماثلة يمكن أن تعمل في البشر، باستخدام أجهزة أكبر، والتي يمكن زرعها دون جراحة، وذلك باستخدام القسطرة لوضعها من خلال مجرى البول في المثانة.

كما يتوقعون اختبار الأجهزة المماثلة في الحيوانات الأكبر حجمًا قبل إجراء التجارب السريرية على البشر.

ويشير الباحثون أيضًا لأن الاستراتيجية يمكن أن تستخدم في أجزاء أخرى من الجسم كعلاج الألم المزمن، أو استخدام الضوء لتحفيز خلايا البنكرياس لإفراز الأنسولين.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى