السرطان Cancer
- المرض: السرطان Cancer.
- التعريف بالمرض: يسمى السرطان أو الورم الخبيث علمياً بالنيوبلازم Neoplasm وتعني باللاتينية النشوء الجديد وهو اسم يطلق على مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تنشأ في أي عضو من أعضاء الجسم وتتميز بخروج الخلايا عن نظامها الطبيعي واكتسابها لخصائص غير معتادة، أهمها هو قابليتها على الانقسام اللانهائي والتي تؤدي إلى خروجها عن حدودها النسيجية الطبيعية وتفشيها في الأنسجة المجاورة ثم انتشارها إلى أماكن أخرى بعيدة من الجسم مع الدم. والانتشارات Metastasis هي أهم أسباب الموت بسبب السرطان.
- انتشار المرض: يعتبر السرطان ثاني أهم أسباب الموت في العالم بعمر 30 70 سنة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية يليه مرض السكر والسمنة وأمراض المجاري التنفسية المزمنة. وهذا بحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عن الأمراض غير المعدية شباط/ فبراير 2015 . فقد بلغ عدد حالات السرطان الجديدة في العالم عام 2012 حوالي 14 مليون حالة بحسب هذا التقرير وكانت خمسة الأورام الأكثر انتشاراً في النساء هي بالتنازل: الثدي، القولون والمستقيم، الرئة، عنق الرحم، المعدة. وخمسة الأورام الأكثر انتشاراً في الرجال هي بالتنازل: الرئة، البروستات، القولون والمستقيم، المعدة والكبد. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحالات إلى 22 مليون حالة في غضون العقدين القادمين من الزمن ما لم يتم تفادي هذا الارتفاع بشكل أو بآخر.
وتبعاً لنفس المصدر تظهر % 60 من حالات السرطان الجديدة في أفريقيا وآسيا من ضمنها الشرق الأوسط وأميركا الوسطى والجنوبية. كما تسجل % 70 من وفيات السرطان في العالم في نفس هذه المجموعة. وتعود مسببات 20 % من الحالات في ذوي الدخل المتوسط والمحدود إلى عوامل معدية من أهمها فيروسات التهاب الكبد من نوعي بي HBV وسي 13 HCV ، وفيروس الحليمة البابللوما البشري HPV وفيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز HIV وبكيتريا الهليكوبكتر بايلوري Helicobacter Pylori المسببة لقرحة المعدة.
كما بلغ العدد العالمي للوفيات بسبب السرطان 8.2 مليون وفاة يرجع 20 % منها إلى استعمال التبغ الذي يتسبب أيضاً في 70 % من وفيات سرطان الرئة على وجه الخصوص. وأهم أنواع السرطانات المسؤولة عن هذه الوفيات هي بالتنازل:
• سرطان الرئة 1.59 مليون وفاة
• سرطان الكبد 754,000 وفاة
• سرطان المعدة 723,000 وفاة
• سرطان القولون والمستقيم 694,000 وفاة
• سرطان الثدي 521,000 وفاة
• سرطان المريء 400,000 وفاة
- أسباب المرض:
ولحسم الجدل حول أسباب السرطان ينبغي التفريق ما بين الأسباب والمسببات. فالسرطان يتسبب عن عوامل عديدة منها الخارجية كالتلوث البيئي والتدخين والأمراض المعدية والغذاء الرديء النوعية خاصة الدسم والعالي بالسكر والقليل بالفواكه والخضروات، ومنها الداخلية كضعف المناعة وزيادة إنتاج الهرمونات وبعض الأمراض المعدية خاصة الفيروسية منها. وتتداخل المسببات مع بعضها في الفرد الواحد وتتكالب مع مرور الزمن لتبطّئ أو تعجل من ظهور المرض بحسب الظروف الصحية والحياتية. أما السبب الرئيسي لنشوء الورم الخبيث فهو تلف المورّثات الجيني والطفرات الوراثية التي تنتج عنه. وسيأتي هذا تفصيلاً في مجموعة مقالات.
ترجع حوالي % 95 90 من مسببات السرطان إلى عوامل بيئية أما ال % 5.10 الباقية فترجع إلى عوامل وراثية.
يعود ثلث العوامل التي تشكل خطورة لنشوء مرض سرطاني قاتل حوالي 35 % إلى خمس عادات حياتية وغذائية سيئة يمكن تفاديها وهي: التدخين وتعاطي التبغ وهو أهم هذه العوامل، زيادة الوزن، قلة الحركة، قلة تعاطي الفواكه والخضروات، والكحول WHO Cancer Factsheets 2015 .
ويعتبر التقدم في العمر سبباً آخر في ظهور الأورام السرطانية، وكمثال فإن % 78 من الحالات الحديثة التشخيص في الولايات المتحدة الأميركية تكون في عمر يزيد عن 55 سنة.
ويرجع هذا في أكثر الظن إلى تراكم العوامل التالفة للمورثات في الجسم مدى الحياة من جهة وإلى ضعف الجهاز المناعي في الكبر من جهة أخرى Am Can Soc NIH 2015.
يسمى احتمال نشوء السرطان أو موت الفرد بسببه خلال الحياة بخطورة مدى الحياة Lifetime Risk وهي بصورة عامة في الولايات المتحدة أكثر في الرجال 1 من 2 منها في النساء 1 من 3 بدون أخذ العوامل الفردية الإضافية بنظر الاعتبار كالتعرض للملوثات البيئية والتدخين والعوامل الوراثية عند تقدير هذه الأرقام.
والملاحظ من هذه الإحصائيات العامة أنه بالإمكان تفادي نسبة عالية من السرطانات بترك العادات الحياتية السيئة واختيار المنهاج الحياتي الصحيح كما سيأتي في مقال قادم. وكمثال على دور العوامل الحياتية في تسبيب السرطان، يلاحظ من الإحصائيات البشرية الأبيديميولوجية ندرة سرطان الثدي في الصين مثلاً مقارنة بالأميركيات من أصل صيني في سان فرانسيسكو. بينما ترتفع نسبة المرض بين المهاجرات من الصين بعد وصولهن إلى الولايات المتحدة الأميركية - Servan Schreiber يرجى إضافة سنة النشر للمرجع.
- العلاج :
وبالإضافة إلى هذا فقد أدى تطور بحوث السرطانيات إلى توفر علاجات ناجحة كثيرة إضافة إلى إمكانية تفادي المرض. وكمثال، فقد انخفضت نسبة سرطان المعدة في أوروبا خلال السنين الماضية بسبب اكتشاف أحد مسبباته الأحيائية وهي بكيتريا الهيليكوبكتربايلوري التي تسبب أيضاً قرحة المعدة، 15 وتوفير العلاج اللازم في نفس الوقت الذي أصبح بالإمكان فيه تجنب الأغذية التي تحتوي على المسرطنات كالمعلبات ومعجنات الطحين الأبيض الحاوية على برومايد البوتاسيوم مع تقدم الدراسات العلمية عن المسرطنات ووجود الوعي العام في أوروبا يرجى إضافة سنة النشر للمرجع . Servan-Schreiber
كما ارتفعت النسبة الخمسية المقارنة للبقاء على قيد الحياة في مرضى السرطا Survival Rate Years Rela ن tive 5 وهي النسبة المئوية للمرضى الذين يبقون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد تشخيص المرض مقسومة على النسبة المئوية للعدد المتوقع له البقاء على قيد الحياة بدون وجود المرض بناءً على التوقعات الطبيعية للعمر في الولايات المتحدة من % 49 ما بين 1975 و 1977 إلى % 68 في 2004 و 2010 وهذه النسبة هي غير النسبة الخمسية أو الثلاثية للبقاء على الحياة بسبب العلاج 5 or 3 Years Survival Rate . ويعزى هذا التحسن إلى ازدياد نسبة التشخيص المبكر للسرطان وتطور وسائل العلاج وكذلك إلى ازياد الوعي الاجتماعي عن المرض وأسبابه ومسبباته والعلاجات المتوفرة .Amer Soc facts 2015
وتعكس هذه المعلومات صورة إيجابية عن الوضع الحالي لمرض السرطان سواء من ناحية تطور البحوث العلمية التي وضحت أسبابه وأهم مسبباته، أو تقدم وتعدد وسائل العلاج أو وجود الوعي العام بهذا كله كما في الغرب على الأقل، مما يؤدي إلى تلافي ظهور المرض والتشخيص المبكر والعلاج الناجح. ونأمل أن يساهم هذا المقال لتوجيه القراء العرب إلى نفس هذه الاتجاهات.
يمكنك اضافة اي تحديثات للمقالة في التعليقات.
- الكاتبة: الدكتورة مي رمزي طلحة الأرناؤوط.
- طبيبة وباحثة أكاديمية مستقلة.
- دكتوراه في السرطانيات Ph.D جامعة لندن بريطانيا
- دكتورة في الطب (. M.D ) جامعة جنت بلجيكا
- أخصائية في السرطانيات والطب العام وطب التكاثر.