السرطان والطعام العضوي… الأخير يخفض خطر الإصابة بسرطاني الدم والثدي

أشارت دراسة جديدة عن العلاقة بين السرطان والطعام العضوي، إلى أن الاعتماد على الطعام العضوي فقط يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

وقد لوحظ التأثير الأكبر على خطر اللمفوما اللاهودجكينية، الذي انخفض بين أولئك الذين تناولوا الطعام العضوي فقط، وفقاً لمسح أجري على ما يقرب من 70000 فرنسي بالغ.

كما انخفضت أيضًا مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، بشكل عام.

السرطان والطعام العضوي
السرطان والطعام العضوي… الأخير يخفض خطر الإصابة بسرطاني الدم والثدي

ويأتي هذا الاكتشاف وسط موجة من الاهتمام بمخاطر مبيدات الآفات وعلاقتها بالسرطان.

وقد وجدت الدراسة أن البدناء قد حصلوا على فائدة صحية أكبر بكثير فيما يخص انخفاض معدلات الإصابة.

ومع ذلك، فإن النظام الغذائي لم يكن له تأثير كبير على سرطان الأمعاء _الذي ترتفع أعداده عالميًا_ أو سرطان البروستاتا.

تقول الدكتورة جوليا بودري من مركز الأبحاث في علم الأوبئة والإحصاء في جامعة السوربون في باريس: “تشير نتائجنا الى أن ارتفاع استهلاك الغذاء العضوي مرتبط بتقليل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.”

“لاحظنا انخفاض المخاطر في مناطق محددة_سرطان الثدي بعد سن اليأس، وسرطان الغدد اللمفاوية اللاهودجكيني، وجميع الأورام اللمفاوية_ بين الأفراد مع ارتفاع معدل استهلاك الأغذية العضوية”.

معايير إنتاج الأغذية العضوية

لا تسمح معايير الأغذية العضوية باستخدام الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية والكائنات المعدلة وراثيًا وتقييد استخدام الأدوية البيطرية.

وبالتالي، تقل احتمالية احتواء المنتجات العضوية على بقايا مبيدات الآفات مقارنة بالأطعمة التقليدية.

وفي حين أن الأغذية العضوية ليست حديثة في عالمنا، إلا أن المزيد والمزيد من الدراسات تظهر مدى أهميتها بالنسبة لصحتنا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وجد تقرير صادر عن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية أن قرابة نصف الأغذية التقليدية تحوي مادة كيميائية واحدة أو أكثر، مقارنة بـ6.5% فقط من الأغذية العضوية.

وأوضحت الدكتورة بودري أنه من بين عوامل الخطر البيئية للسرطان، تزداد الأدلة التي تربط التعرض لمبيدات الآفات_خاصة عمال المزارع_وتطور السرطان.

“وبسبب تعرضها للمبيدات بشكل أقل، يمكننا الافتراض بأن مستهلكي الأغذية العضوية أقل عرضة للإصابة بالسرطان”.

“علاوة على ذلك، فالمبيدات الطبيعية المسموح بها في الزراعة العضوية أقل سمية بكثير من المبيدات الاصطناعية المستخدمة في الزراعة التقليدية”.

دراسة العلاقة بين السرطان والطعام العضوي

ولدراسة العلاقة بين السرطان والطعام العضوي، سجل الفريق البحثي 68946 متطوعًا أجابوا على استبيان حول الصحة ونمط الحياة في دراسة للسكان الفرنسيين، لتحديد كمية الطعام العضوي الذي أكلوه.

ثم تابع الباحثون صحة المشاركين من عام 2009 إلى عام 2016، وطلب منهم الإبلاغ عن إصابتهم بالسرطان وموعدها.

وكشفت النتائج_التي نشرت في دورية JAMA Internal Medicine_لوجود ارتباط سلبي بين ارتفاع معدل تناول الغذاء العضوي وسرطان الثدي بعد سن اليأس، وسرطان الغدد اللمفاوية اللاهودجكيني، وجميع الأورام اللمفاوية.

كما وجدت الدراسة أن البدناء أكثر تأثرًا بهذه الحمية.

ويمكن الافتراض بأن البدناء_الذين يعانون من الاضطرابات الأيضية_قد يكونون أكثر حساسية للاضطرابات الكيميائية المحتملة، والتي قد تنتج عن المبيدات.

ومن بين المشاركين، تم تشخيص 1340 حالة إصابة بالسرطان أثناء فترة متابعة الدراسة.

وكان سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بعدد 459 حالة، تلاه سرطان البروستاتا بـ180 حالة.

ثم جاء سرطان الجلد في المرتبة الثالثة بـ135 حالة، و99 إصابة بسرطان القولون والمستقيم.

ثم 47 حالة من الليمفوما اللاهودجكينية، و15 حالة من أنواع الليمفوما الأخرى.

وبعد استبعاد عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بالسرطان، وجد الباحثون أن العلاقة بين السرطان والطعام العضوي تنحصر في خفض الإصابة بـ:

  1. سرطان الثدي بعد سن اليأس.
  2. سرطان الغدد اللمفاوية اللاهودجكيني.
  3. الأورام اللمفاوية بشكل عام

وقد خلص الباحثون إلى أن: “ارتفاع معدل استهلاك الأغذية العضوية كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان”.

“وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة تحتاج لتأكيد، فإن تشجيع استهلاك الأغذية العضوية يمكن أن يكون استراتيجية وقائية واعدة ضد السرطان”.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى