الذكاء الاصطناعي ينافس المتخصصين في تشخيص سرطان البروستاتا
يتعاظم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات شتى في الحياة، وقد يحل قريبا محل الأطباء المُختصين في مجال تشخيص السرطان؟!فقد تمكن علماء وأطباء صينيون بالفعل من تطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي قابل للتعلم، لديه القدرة على تحديد وتشخيص العينات المصابة بسرطان البروستاتا، وذلك بشكل فائق الدقة تماماً ينافس في دقته متخصصي علم الأمراض.
هذا النظام الجديد يوفر لنا آلية بسيطة لتشخيص سرطان البروستاتا، كما يحسم الخلاف بين الأطباء حيال العينات التي لا تُظهر السمات التشخيصية للسرطان بشكل واضح، كما أنه قد يساعد أيضاً في التغلب على نقص الأطباء المدربين في مجال تشخيص سرطانات البروستاتا محلياً. وقد يتمكن ذلك النظام الاصطناعي على المدى الطويل من تشخيص سرطان البروستاتا بشكل أوتوماتيكي كامل أو جزئي.
ويعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الذكور، حيث يتم تسجيل حوالي 1.1 مليون حالة سنوياً،
ويتطلب تشخيص سرطان البروستاتا الحصول على خزعة (عينة) من الحالات المشتبه بها، ثم يتم فحصها بواسطة أخصائي الأمراض.
إن نظام الذكاء الاصطناعي الذي نحن بصدد الحديث عنه قد تم تقديمه خلال اجتماعات الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية في كوبنهاجن، حيث قد أظهر النظام مستويات عالية من الدقة تُناظر دقة الطبيب المختص، كما أنه يستطيع أيضاً تقييم التدرج الورمي وتحديد مراحل تطوره بدقة متناهية، وهو ما يقضي على الخلاف الذي ينشأ بين الأطباء عند محاولة تقييم ذلك التدرج.
يقول البروفيسور هونجيان جو -قائد الفريق البحثي القائم على تطوير النظام الاصطناعي الجديد-: “إن هذا النظام لا يمكنه أن يحل محل أخصائي علم الأمراض البشرية، فنحن مازلنا بحاجة إلى الأخصائيين من ذوي الخبرة لتحمل المسؤولية الكاملة عن التشخيص النهائي، وسوف تقتصر وظيفة هذا النظام على مساعدة الأطباء في الوصول السريع للتشخيص، وأيضاً في تحديد درجة تطور الورم بشكل أفضل وأسرع”.
لقد شملت التجارب التي أجريت لاختبار مدى دقة النظام 918 عينة للبروستاتا، تم الحصول عليها من 283 مريضاً. خضعت جميع العينات للتحليل بواسطة أخصائي علم الأمراض البشري أولاً، ثم تم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي في تشخيصها، مع مقارنة النتائج التي قدمها الأخصائي البشري (والتي تم أخذها كمعيار ذهبي) مع تلك التي أظهرها النظام.
وقد وجد البروفيسور جو وفريقه أن النتائج التي قد أتى بها النظام الجديد قد بلغت دقتها 99.38%، كما أنه تمكن من تحديد درجات غليسون (Gleason score) المختلفة، والتي تُستخدم طبياً في تحديد مدى تطور سرطان البروستاتا.
وواصل البروفيسور جو تعليقه قائلاً: “لقد تمت برمجة النظام بحيث يكون قابلاً للتعلم والتحسن التدريجي في قدرته على التشخيص، بحيث يتمكن من مضاهاة النتائج التي يأتي بها الأطباء المختصين. إن النظم الأوتوماتيكية كانت لها في السابق أدواراً محدودة في مجال التشخيص السريري، ولكننا نتوقع أن يكون نظامنا الجديد هو الأول من نوعه من ناحية الدقة والثقة في نتائجه”.
كما يُعلق البروفيسور رودولفو مونتيروني -أستاذ علم الأمراض بجامعة البوليتكنيك-إيطاليا، والذي لم يشارك في الأبحاث- قائلاً: “هذا عمل مثير للاهتمام! إنه يظهر كيف أن الذكاء الاصطناعي سيتطور بشكل متزايد وصولاً إلى الممارسة السريرية. إن ذلك قد يكون مفيدًا للغاية في بعض المناطق التي يوجد بها نقص في علماء الأمراض المدربين، ولكننا مازلنا بحاجة إلى التأكد من أن القرارات النهائية بشأن العلاج سوف تبقى بِيَد أخصائي علم الأمراض المدرّب”.