الأسبرتام يثير جدلًا علميًا .. هل يسبب الإصابة بالسرطان؟
الأسبرتام هل يسبب الإصابة بالسرطان؟
يعتقد بعض الأشخاص أن بدائل السكر الصناعية ومنها الأسبرتام (Aspartame)، تعتبر صحية وخالية من الأضرار، ولكن ليس لديهم معرفة كاملة عن طريقة عملها بالفعل والمواد التي تنتجها في الجسم، مما دفع العلماء لإجراء دراسات وبحوث تهتم بدراسة هذه المحليات الصناعية، مثل: الأسبرتام الذي سنتحدث عنه في هذا المقال وعن علاقته بمرض السرطان.
ما هي مادة الأسبرتام؟
يعد الأسبرتام من المحليات الصناعية الأكثراستخدامًا في العالم، ويتميز بسعراته الحرارية المنخفضة و قدرته على التحلية تفوق قدرة السكر العادي بحوالي 200 مرة.
بدأ استخدامه منذ ثمانينات القرن الماضي، و هو مُركَّب كيميائي يتكون من نوعين من الأحماض الأمينية الفنيل ألانين و حمض الأسبارتيك. يتحلل الأسبرتام إلى مكوناته الأصلية في الجسم بالإضافة إلى مادة الميثانول. بينما تعد الكميات الصغيرة من الميثانول غير سامة أو مضرة، و من الطبيعي أن ينتجه الجسم إلا أن المستويات العالية منه لها تأثير ضار. و قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، كما أشارت إليه الدراسات السابقة.
المواد المسرطنة وتصنيفها
المادة المسرطنة هي مادة يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان، لأنها تحدث ضررًا في خلايا التمثيل الغذائي وتسبب تلف الحمض النووي، مما يؤثر بشكل مباشر على العمليات البيولوجية في الجسم ويزيد من احتمالية حدوث السرطان.
إن الإعلان عن اي مادة انها مسرطنة لا يجعلها غير قانونية. لكنه يعد تحذيرًا للناس حول الآثار الجانبية المحتملة لاستهلاك هذه المادة. و تعد اللحوم المصنعة والكحول من المواد المسرطنة التي أُعلن عنها سابقًا.
تعتمد الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، نظامًا يصنف المواد إلى مجموعات. بناءًا على قوة الأدلة العلمية التي تشير إلى أن المادة مسرطنة، و يشمل المجموعات الآتية:
1- المجموعة 1: تشمل المواد المعروفة بأنها تسبب السرطان لدى الإنسان مع وجود أدلة علمية تثبت ذلك، ويحتمل أن تسبب السرطان في ظروف التعرض الاعتيادية.
2- المجموعة 2A: تشير إلى احتمالية عالية للاصابة بالسرطان مع وجود أدلة علمية تثبت ذلك في الحيوانات، لكن غير متوفرة في البشر.
3- المجموعة 2B: تشير إلى احتمالية منخفضة لحدوث السرطان، مع عدم وجود أدلة كافية للتسبب في السرطان للبشر والحيوانات.
4- المجموعة 3: تشمل المواد التي لا تسبب السرطان لعدم وجود أدلة علمية، تثبت تسببها بالسرطان للبشر وحيوانات التجارب.
ماهي أسباب إعلان الأسبرتام مادة مسرطنة محتملة؟
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرين؛ أشار التقرير الأول التابع للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) إلى احتمالية أن تكون مادة الأسبرتام مسرطنة للإنسان.
أعتمد التقريرعلى نتائج ثلاث دراسات، وجدت علاقة بين الأسبرتام وسرطان الكبد. إذ وُجِدَت أدلة محدودة، تشير إلى زيادة خطر نوع معين من سرطان الكبد عند تناوله.
احدى هذه الدراسات كانت دراسة فرنسية، أجريت في عام 2022 و شملت 103,000 آلاف شخص. اكتشفت أن الأشخاص الذين تناولوا الاسبرتام يوميًا بكميات أعلى من الحد المسموح. كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي وأنواع السرطان المرتبط بالسمنة. مثل: سرطان الكبد والكلى والمعدة.
من ناحية أخرى أشارت منظمة الغذاء والدواء الأميركية، إلى وجود ضعف في بعض جوانب الدراسات المستخدمة للوصول لهذه النتائج.
أما التقرير الثاني التابع للجنة الخبراء المشتركة لم يتوصل إلى أدلة مقنعة تثبت وجود أضرار صحية للأسبرتام حسب التجارب البحثية التي أجريت على البشر والحيوانات، وأعلنت لجنة الخبراء المشترَكة إن المحلي الصناعي الأسبرتام آمن للاستهلاك البشري ضمن المعدل اليومي المقبول والمحدد سابقًا.
وأدرجت منظمة الصحة العالمية الأسبرتام كمسبب محتمل للإصابة بالسرطان، وصنف على أنه من المجموعة 2B.
الحد الأعلى للاستهلاك اليومي لمادة الأسبرتام
أوصت منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز معدل الاستهلاك اليومي لمادة الأسبرتام ال 40 مليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
على سبيل المثال: لكي يتجاوز الشخص البالغ الذي يزن 70 كيلوجرام معدل الاستهلاك اليومي المقبول من الأسبرتام، يلزمه استهلاك أكثر من 9 إلى 14 علبة من مشروبات الحمية الغازية التي تحتوي على 200 أو 300 مليغرام من الأسبرتام يوميًا، على افتراض أنه لا يوجد استهلاك من مصادر غذائية أخرى.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب استخدام الأسبرتام من قبل الأفراد المصابين بمرض ” Phenylketonuria” والابتعاد عن الأغذية والمشروبات التي تحتوي عليه.
أين يوجد الأسبرتام؟
يوجد محلي الاسبرتام في معظم المنتجات الغذائية التي توصف بأنها “خالية من السكر”، بالإضافة إلى بعض الأدوية ومنتجات العناية بالفم، ومن أمثلة المنتجات الحاوية على الأسبرتام، مايلي :
- الآيس كريم الخالي من السكر.
- عصير الفواكه المنخفض السعرات الحرارية.
- الصودا والمشروبات الغازية المخصصة للحمية و مرضى السكري.
- العلكة الخالية من السكر.
- الحلوى الخالية من السكر.
- الزبادي.
- حبوب الافطار.
- الجيلاتين.
- معجون الأسنان.
- أدوية السعال والفيتامينات القابلة للمضغ.
في النهاية، لا تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث للتحقق من الآثار المرضية للأسبارتام, وتحديد علاقته بخطر الاصابة بالسرطان بشكل أفضل. و كذلك ينبغي دراسة العلاقة بين هذه المادة و بين الأمراض الأخرى، على سبيل المثال: أمراض القلب و السكري.
كما نذكر بضرورة توخي الحذر في استهلاك المحليات الصناعية بمقدار مناسب، لتجنب التأثيرات السلبية لها، ويُفضّل استبدالها بمصادر التحلية الطبيعية.