اكتشاف عائلة جديدة من العقاقير المضادة للأورام
تمكنت مجموعة من الباحثين في جنوب إفريقيا من اكتشاف عائلة جديدة من العقاقير الواعدة المضادة للسرطان، وقد تم اختبار هذه العائلة التي تعتمد في تركيبها على مركبات الفضة بنجاح على الخلايا السرطانية للفئران والبشر في المختبر.
وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على أحد هذه المركبات (مركب فوسفينو ثيوساينيت الفضة – UJ3)، ونشرت في مجلة BioMetals، أن تلك المركبات ذات فعالية كبيرة ضد خلايا سرطان المريء في البشر، تماثل في كفاءتها العقاقير المستخدمة للعلاج الكيميائي في الوقت الحاضر. ومن المعروف أن خلايا سرطان المريء قد أصبحت مقاومة للعديد من العلاجات الكيميائية الحالية.
تقول البروفيسور ماريان كرونجي، رئيسة قسم الكيمياء الحيوية في جامعة جوهانسبرج: “إن مركب فوسفينو ثيوساينيت الفضة “UJ3” يكافئ في فعاليته عقار السيسبلاتين “Cisplatin” الذي يستخدم في القضاء على الخلايا السرطانية لسرطان الثدي البشري والميلانوما”.
وأضافت: “ويضاف إلي ذلك إمكانية استخدام جرعة أقل بـ 10 مرات من مركبات فوسفينو ثيوساينيت الفضة “UJ3″ لقتل الخلايا السرطانية مقارنة بالسيسبلاتين. كما يمكنها العمل بشكل مخصص في القضاء على الخلايا السرطانية، أي أنها تؤثر على عدد أقل من الخلايا السليمة”.
وبغض النظر عن الحاجة إلى جرعة أقل بكثير، فإن مركب فوسفينو ثيوساينيت الفضة “UJ3” أيضا أقل سمية.
فكما يقول البروفيسور راينوت ميجيبوم من جامعة جوهانسبرج: “في الدراسات التي أجريت على الفئران، نرى أن الجسم يمكنه تحمل ما يصل إلى 3 جرامات من مركب فوسفينو ثيوساينيت الفضة “UJ3″لكل كيلوجرام واحد من وزن الجسم. وهذا ما يجعله ومركبات فوسفين الفضة الأخرى التي اختبرناها تقارب سمية فيتامين سي”.
ويستهدف مركب فوسفينو ثيوساينيت الفضة “UJ3″الميتوكوندريا، مما يؤدي إلى تحفيز الموت الخلوي المبرمج في الخلايا السرطانية، وهي عبارة عن عملية نظيفة ومرتبة حيث يتم “إعادة تدوير” بقايا الخلايا الميتة، دون التأثير على الخلايا السليمة حولها.
ونظرا لاعتماد هذه المركبات على الفضة فهي أكثر اقتصادية وتوفيرا في صناعتها من عقاقير العلاج الكيميائي المعيارية والتي تعتمد في صناعتها على البلاتين.
ويجري حاليا مجموعة جديدة من الأبحاث على هذه المركبات، والتي يأمل الباحثون في تقديمها كبديل أرخص وأقل سمية من عقاقير العلاج الكيميائي في المستقبل.