ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ وكيفية علاجه!

 

يتعرض الكثير منا في حياته إلى صدمات نفسية ومواقف عصيبة، قد تترك أثرها الغائر في نفسه طويلًا، وتؤثر سلبًا في نظرته إلى الحياة وقدرته على التعامل السليم معها. تُسمى هذه الحالة بـ”اضطراب ما بعد الصدمة”. 

في هذا المقال، سنتحدث عن هذا الاضطراب؛ أسبابه وأعراضه وطرق التغلب عليه. 

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

يُسمى أيضًا باضطراب كرب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يصيب الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث مؤلمة أو صادمة في حياتهم، مثل: حوادث القتل أو الاغتصاب، أو الأعمال الإرهابية، أو الحروب، أو الكوارث الطبيعية، أو غير ذلك.

من الطبيعي أن يعاني الشخص الذي تعرض لصدمة عصبية من بعض الأعراض المرتبطة بها، مثل القلق الشديد والكوابيس واستدعاء الذكريات المؤلمة وغير ذلك. لكن في حالة اضطراب كرب ما بعد الصدمة فإن الأعراض تستمر مع المريض فترة طويلة، وتعيق قدرته على ممارسة حياته الطبيعية. 

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

غالبًا ما تبدأ الأعراض في الظهور بعد الحادث مباشرة أو في خلال شهر من التعرض له، لكن في بعض الأحيان قد تظهر الأعراض بعد سنوات من الحادث. 

يُصنف العلماء أعراض الاضطراب -عمومًا- إلى أربعة أنواع: استدعاء الذكريات، مشاعر التجنب، التغيرات السلبية في التفكير والمزاج، تغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية.

استدعاء الذكريات 

وتشمل:

  • كثرة توارد الذكريات المؤلمة غير المرغوب فيها عن الحادث. 
  • الأحلام المزعجة والكوابيس المرتبطة بالحادث.
  • الشعور بالضيق والضغط العصبي الشديد عند رؤية أي شيء يُذكِّر بالحادث. 

مشاعر التجنب

وتشمل:

  • تجنب التفكير في الحادث أو الحديث عنه.
  • تجنب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص التي تُذكِّر بالحادث المؤلم. 

التغيرات السلبية في التفكير والمزاج

وتشمل:

  • أفكار سلبية عن النفس أو الآخرين أو العالم.
  • اليأس وفقدان الأمل.
  • مشكلات في الذاكرة، مثل عدم تذكر بعض الجوانب المهمة للحادث المؤلم.
  • الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة والأشياء التي كانت مهمة في السابق.

تغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية

وتسمى أيضًا بأعراض الاستثارة، وتشمل الآتي:

  • سهولة الخوف أو الفزع.
  • الشعور بأن هناك خطر محدق دائمًا. 
  • صعوبة النوم.
  • صعوبة التركيز.
  • نوبات من العصبية والعدوانية.
  • الشعور بالذنب أو العار. 

 

أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة

كما ذكرنا سابقًا، فإن التعرض للحوادث المؤلمة والتجارب الصادمة هو السبب الرئيسي للإصابة بهذا الاضطراب النفسي، لكن هناك عدة عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب عن غيرهم، مثل:

  • الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداء جسدي أو جنسي في أثناء الطفولة.
  • الجنود والمحاربون الذين يتعرضون دائمًا لمشاهد القتل والدماء. 
  • الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب أو القلق.
  • من يفتقدون الدعم النفسي من العائلة أو الأصدقاء. 
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالاضطرابات النفسية. 

 

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يجب أن نعلم أنه ليس كل من تعرض لصدمة نفسية يحتاج إلى علاج نفسي، بل في أغلب الأحيان تتلاشى أعراض الصدمة مع الوقت، ويتعافى منها المريض وحده بمساعدة الأهل والأصدقاء دون الحاجة إلى التدخل الطبي. 

لكن إذا استمرت أعراض الصدمة النفسية طويلًا، وأعاقت قدرة الشخص على التواصل مع الحياة مرة أخرى، أو إذا انتابته أفكار انتحارية أو أفكار بإيذاء النفس، فحينها يجب أن يتوجه إلى طلب العلاج. 

من الوسائل العلاجية لهذا الاضطراب:

العلاج السلوكي المعرفي

ويعتمد على جلسات المعالجة النفسية بين الطبيب النفسي والمريض. وفيها يساعد الطبيب المريض -عن طريق الحوار- على تغيير أفكاره السلبية عن نفسه وعن العالم بسبب الصدمة التي تعرض لها، ويساعده على إدارة مشاعر القلق والخوف. 

ويعتمد أيضًا هذا النوع من العلاج على مجموعات الدعم، وفيها يلتقي المريض بمرضى آخرين تعرضوا لصدمات في حياتهم، فيتبادل معهم الخبرات والمشاعر، ويشعر بالدعم النفسي وبأنه ليس وحده من تعرض لمثل هذه التجارب المؤلمة. 

الأدوية

يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية التي تساعده على التغلب على الأعراض المزعجة، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق. وقد يصف له أيضًا المهدئات أو المنومات إذا كان المريض يعاني من نوبات عدوانية أو يواجه مشكلات في النوم. 

المصدر
Post-traumatic stress disorder (PTSD)What is Posttraumatic Stress Disorder (PTSD)?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى