دراسة تكشف إمكانية استعادة صحة الكبد بعد التلف الناتج عن الإجهاد والشيخوخة
على الرغم من من أن الكبد هو أحد أعضاء الجسم الأكثر مرونة، إلا أنه لا يزال عرضة لأضرار الإجهاد والشيخوخة، ما يؤدي إلى المرض والتندب الشديد والفشل. مؤخرًا وجد فريق من الباحثون وسيلة لاستعادة صحة الكبد بعد تجربة عقار جديد.
تطوير عقار لاستعادة صحة الكبد بعد الشيخوخة
في تجارب أجريت على الفئران وأنسجة الكبد من البشر، حدد الباحثون كيف تؤدي عملية الشيخوخة إلى موت بعض خلايا الكبد . ثم تمكنوا بعد ذلك من عكس العملية في الحيوانات باستخدام عقار تجريبي.
إن هذا الاكتشاف، الذي ظهر في مجلة Nature Aging، يحمل وعدًا كبيرًا لملايين الأشخاص الذين يعانون من درجة معينة من تلف الكبد بسبب الضغوط الأيضية لارتفاع نسبة الكوليسترول أو السمنة أو مرض السكري أو عوامل أخرى.
بدأ الباحثون بمحاولة فهم كيفية تطور مرض الكبد غير الكحولي إلى حالة خطيرة تسمى تليف الكبد. حيث يمكن أن يؤدي التندب إلى فشل الأعضاء. ووجدوا أن الشيخوخة تعد أحد عوامل الخطر الرئيسية لتليف الكبد بين أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الكبد غير الكحولي، المعروف باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، أو MASLD. ويعاني واحد من كل ثلاثة بالغين في العالم من هذا المرض.
ومن خلال دراسة كبد الفئران، حدد الباحثون بصمة وراثية مميزة لكبد كبار السن. ومقارنة بالكبد الشابة، كانت الأعضاء لدى الفئران كبيرة السن تحتوي على وفرة من الجينات التي تم تنشيطها لتسبب تلف خلايا الكبد، وهي الخلايا الوظيفية الرئيسية للكبد.
صرح الباحثون أن الشيخوخة تعزز نوعًا من موت الخلايا المبرمج في خلايا الكبد يسمى التصلب الحديدي. الذي يعتمد على الحديد.
بعد ذلك، قام الباحثون بتحليل أنسجة الكبد البشرية. ووجدوا أن أكباد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسمنة ومرض الكبد الدهني غير الكحولي تحمل التوقيع الجيني. وكلما كان مرضهم أسوأ، كانت الإشارة أقوى.
وبالعودة مرة أخرى إلى الفئران، قام الباحثون بإطعام الفئران الصغيرة والكبيرة وجبات غذائية تسببت في تطوير مرض الكبد الدهني غير الكحولي. ثم أعطوا نصف الحيوانات عقارًا وهميًا، والنصف الآخر دواءً يسمى فيروستاتين-1 (Ferrostatin-1)، الذي يثبط مسار موت الخلايا.
قد يهمك: ملصق طبي بحجم الطابعة البريدية لتحسين رصد وعلاج أمراض الكبد والكلى
اقرأ أيضًا: نهج جديد لعلاج سرطان الكبد
نتائج الدراسة
عند التحليل بعد العلاج، بدت كبد (liver) الحيوانات التي أعطيت فيروسستاتين-1 بيولوجيًا مثل أكباد شابة وصحية. حتى في الحيوانات الكبيرة في السن التي تم الاحتفاظ بها على النظام الغذائي المسبب للمرض. وصرح الباحثون أن هذه الدراسة أثبتت أن الشيخوخة يمكن عكسها جزئيًا على الأقل.
هذه النتائج تُشير إلى إمكانية عكس تأثير الشيخوخة على تلف الكبد الناتج عن سوء التمثيل الغذائي. وتساعد على استعادة صحة الكبد مرة أخرى وهو أمر واعد للجميع.