أوروبا تنتفض لإلزام مواطنيها باستخدام اللقاحات الإجبارية

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أن الحكومة ستبدأ بجعل اللقاحات الأحد عشر التي أوصت بها المنظمات الصحية العالمية إلزامية اعتبارا من العام 2018 فصاعدا. وجاء الإعلان ردا على تفشي الحصبة في جميع أنحاء أوروبا، مع تسجيل 79 حالة في فرنسا وحدها في يناير وفبراير . وقال فيليب ان الوضع أصبح غير مقبول.

أوروبا تنتفض لإلزام مواطنيها باستخدام اللقاحات الإجبارية

ويعتقد أن إعادة ظهور أمراض مثل الحصبة للسطح مرة أخرى سببها بعض الناس الذين لا يؤمنون بقوة اللقاحات. وفي فرنسا، خلص مسح أجري مؤخرا إلى أن ثلاثة من كل 10 أشخاص لا يثقون في اللقاحات، بينما قال 52 في المائة فقط أنهم يعتقدون أن فوائدها تفوق مخاطرها.

كما شهدت إيطاليا أيضا زيادة مقلقة في عدد الإصابات بالحصبة، حيث بلغ عدد الحالات في نيسان / أبريل خمس مرات أعلى من الشهر نفسه في عام 2016. وقال وزير الصحة الإيطالي بياتريس لورينزين إن هذه الزيادة السريعة تعتبر بمثابة حالة طوارئ.

ويعتبر التحول في التصور العام في إيطاليا وفرنسا هو جزء من أعراض اتجاه أوروبا بأسرها ضد استخدام اللقاحات. وكان منشأ هذا التشكك هو أندرو ويكفيلد، الذي ذكر في ورقة بحثية أجريت في عام 1998 أن هناك صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وتطور التوحد. والتي تم نفيها وتفنيد الشكوك التي أثيرت حولها.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات أنقذت أرواح أكثر من 10 ملايين شخص بين عامي 2010 و 2015، وبفضل اللقاحات، فإننا على حافة القضاء التام على بعض الأمراض، مثل شلل الأطفال. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال البلدان في كل من العالم النامي والمتقدم تشكك في آثارها.

واستجابة لذلك، اتخذت بلدان كثيرة تدابير لزيادة استخدام اللقاحات.فقد قدمت إيطاليا 12 تطعيما إلزاميا للأطفال، في حين أدخلت أستراليا حافزا ماليا من خلال تقديم مبلغ 129 دولارا لأولياء الأمور الذين يحرصون على تطعيم أطفالهم التطعيم الموصى به بين سن 18 شهرا و 24 شهرا، مع تكرار المكافأة في حال واظبوا على استخدام التطعيمات لأطفالهم بين سن الرابعة والخامسة.

.وتطبق سلوفينيا، في أوروبا الشرقية، سياسة صارمة في مجال التطعيم هي الأقوى من نوعها في العالم، مع فرض غرامات مالية على الآباء الذين لا يقدمون أطفالهم للحصول على اللقاحات الإلزامية التسعة. وقد أدى ذلك إلى نسبة نجاح للتطعيمات بلغت 95 في المائة.

وقال الدكتور فرح جميل للأطباء الذين حضروا الاجتماع السنوي للجمعية الطبية البريطانية في يونيو / حزيران أن الوفيات في ويلز من الحصبة في عام 2013 كانت على حسب قوله “إهدارا للحياة”. وهذا صحيح تماما فبالنسبة لجميع هذه الوفيات كان يمكن الوقاية منها بسهولة عن طريق التطعيم.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى