لماذا يتوقف نصف المستخدمين عن تناول أدوية فقدان الوزن خلال عام واحد؟ وما تبعات التوقف عنها؟
على الرغم من فعالية الجيل الأحدث من الأدوية المضادة للسمنة، التي تسمى ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1 إلا أن القليل منها يمكن تحمله على المدى الطويل. كشفت دراسة جديدة ، نُشرت في مجلة السمنة، أن من بين مستخدمي أدوية إنقاص الوزن، ظل 44% منهم فقط يتناولونها بعد ثلاثة أشهر، و19% فقط بعد عام واحد. على الرغم من أن الالتزام بهذا النوع من أدوية فقدان الوزن، يحفز الشعور بالشبع، ويرتبط بفقدان أكبر للوزن، يتوقف الأشخاص عن استعمالها؟
أسباب التوقف عن استعمال أدوية فقدان الوزن
عدم الاستمرار في تناول الأدوية ظاهرة معروفة في بعض الحالات، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 ومرض الانسداد الرئوي المزمن وارتفاع ضغط الدم. كما أظهرت الدراسات أنه بحلول نهاية عام واحد، ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يتناولون حبوب ضغط الدم يتوقفون عن تناولها. يمكن أن تتأثر الرغبة في الاستمرار في تناول الدواء بعدة عوامل منها:
- ظهور أو اختفاء الأعراض المصاحبة للحالة عند تناول الدواء.
- الجوانب المتعلقة بالرعاية الصحية مثل: القدرة على زيارة الطبيب، وتكلفة العلاج.
- الخصائص العلاجية للدواء مثل: عدد المرات تناول الدواء، أو مدى تحمل الآثار الجانبية.
ثبت أن تكرار جرعات GLP-1 مهم للأشخاص المصابين بداء السكري. وأن الأشخاص الذين يتناولون أدوية GLP-1 مرة واحدة في الأسبوع هم أكثر عرضة للالتزام بها من أولئك الذين يتلقون حقنًا يوميًا.
في التجارب السريرية التي أجريت على أدوية البيبتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1 تتراوح نسبة الانسحاب من علاج GLP-1 من 15% إلى 25%. وجد أن حوالي نصف الأشخاص الذين توقفوا عن تناول الدواء فعلوا ذلك نتيجة لآثار جانبية، معظمها متعلقة بمشكلات في الجهاز الهضمي.
على الرغم من أن الآثار الجانبية لأدوية GLP-1 تميل إلى أن تكون خفيفة أو معتدلة. إذ يعاني بعض الأشخاص من نوبات الغثيان في الأسابيع الأربعة الأولى من استخدام الدواء. ولكن هذا يمكن أن يصبح أسوأ إذا تم تصعيد الجرعة. يمكن أن يحدث أيضًا الإسهال والإمساك والإرهاق.
أظهرت التجارب السريرية أن فقدان الوزن الأقصى باستخدام أدوية GLP-1 لا يتم تحقيقه إلا بعد مرور عام تقريبًا. وقد يرغب بعض الأشخاص في رؤية استجابة أسرع. ومع ذلك، يمكن تحقيق فقدان حوالي 6٪ من الوزن خلال 12 أسبوعًا، ما سيكون حافزًا للاستمرار في العلاج.
هناك نقص عالمي في أدوية GLP-1. وقد حدث هذا جزئيًا بسبب نجاح هذه الأدوية. وقد يؤدي عدم توفرها إلى عدم قدرة المرضى على الاستمرار في تناول الدواء.
ماذا يحدث عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء؟
عادة ما يتم الترويج لهذه الأدوية على أنها دائمة المفعول حتى بعد التوقف عن تناولها. لكن العديد من التجارب أظهرت استعادة واضحة للوزن عند وقف العلاج. على سبيل المثال، المشاركون الذين توقفوا عن العلاج بـ Wegovy مرة واحدة في الأسبوع، استعادوا أكثر من نصف الوزن المفقود على مدار عام.
وأظهرت دراسة حديثة أن أولئك الذين توقفوا عن العلاج باستخدام مونجارو (دواء آخر من نوع GLP-1) استعادوا بالمثل حوالي 60٪ من وزنهم المفقود.
والخلاصة من هذه الدراسات وغيرها من الدراسات المشابهة هي أنه يمكن الحفاظ على فقدان الوزن، بشرط عدم التوقف عن تناول الدواء.
إن الطريقة التي تعمل بها هذه الأدوية الجديدة لإنقاص الوزن قد تعني زيادة احتمالية استعادة الوزن المفقود مرة أخرى. إن GLP-1 الاصطناعي الذي يحقن به الجسم يختلف عنGLP-1 الموجود طبيعيًا في الجسم. الذي يتم إطلاقه بعد تناول الوجبات، لكنه لا يدوم طويلاً لأنه يتحلل بسرعة.
على عكس حقن GLP-1 الاصطناعي الذي يمنح جرعة أعلى بكثير، تدوم لفترة أطول. يعادل [عشرة أضعاف] GLP-1 النشط الطبيعي.
هذه النسبة المرتفعه لن تحفز الشعور بالشبع فحسب، بل تؤدي إلى إنتاج كمية أقل من GLP-1 الذاتية. في هذه الحالة، عند التوقف عن تناول هذه الأدوية، ستنحدر مستويات GLP-1 النشطة إلى الهاوية. لم يعد ما يتحكم في الجوع والشهية موجودًا، ومع غيرها من العوامل قد يصبح الشخص أكثر بدانة مما كان عليه قبل استخدام أدوية إنقاص الوزن.
ختامًا، كشفت دراسة حديثة عن توقف نصف المستخدمين عن تناول أدوية فقدان الوزن خلال عام واحد. يُرجح أن الأسباب تتعلق بتحمل الآثار الجانبية وعدم الالتزام بالعلاج. كما وجد أنه التوقف عن العلاج بتلك الأدوية يؤدي إلى استعادة الوزن المفقود.